شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤١٥
في أفراد من الناس، ومات حذيفة في خلافة عثمان، والوكت: الأثر اليسير، والمجل بفتح الميم وسكون الجيم أو فتحها، تنفط اليد من العمل بفأس ونحوه وفاعل نفط ضمير الرجل والتذكير باعتبار لفظ الرجل ومنتبر معناه مرتفع.
وقال المازري: والمعنى أنه شبه زوال نور الأمانة بعد استقرارها واعتقاب الظلمة إياها بجمر دحرج على رجل فاثر ثم زال الجمر وبقي الأثر الذي هو التنفط وبالجملة المقصود من الحديث، الأخبار عن تغير الحال برفع الأمانة من تلك القلوب التي جبلت على حفظها وعدم الخوف فيها حتى لا يبقى فيها إلا مثل الوكت، ثم مثل المجل، وقوله: أيكم بايعت، فسره الآبي شارح مسلم بالبيع أي لا يؤمن على البيع والشراء إلا القليل برفع الأمانة وحمله القرطبي شارح مسلم على بيعة الخلافة وفسر الساعي بالعامل. أقول إذا مات حذيفة في خلافة عثمان كما صرح به محيى الدين وأنه رأى رفع الأمانة عن الصحابة ورأى اتصافهم بالكفر كما دل عليه الحديث إلا في قليل منهم فقد دل ذلك على مدعانا وهو ارتدادهم بعد فوت النبي (صلى الله عليه وآله)، وتخصيص رفع الأمانة بالبيع والشراء كما فسره الآبي لاوجه له بل هو فرد من أفراده فما زادوا في ذلك إلا قسوة على قسوة، على أن لنا أن نقول إذا لم يكونوا أمينا في البيع والشراء فكيف صاروا أمينا في نصب الخليفة للأمة إلى يوم القيامة هذا والأمر الآخر الذي انتظر مجيئه حذيفة هو وقوع الفتن في الحديث الآتي كما صرح به الآبي ومنه ما رواه مسلم عن حذيفة، قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذكر الفتن؟ فقال قوم:
نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله وجاره؟ قالوا: أجل قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم، فقلت: أنا: قال: ايت لله أبوك قال حذيفة: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوذا عوذا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مر بدا كالكوز مخجيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر قال عمرا أسر لا أبالك فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قال لا بل يكسر، قال الأصمعي: سكت القوم صمتوا واسكتوا أطرقوا وعوذا بالذال المعجمة من الاستعاذة أي يعرض الفتن على القلوب يلصقها مثل لصوق الحصر، وتأثيرها بجنب النائم عليها عوذ بالله واشربها أي حلت منه محل الشراب وقوله: مثل الصفا في أنه لا يلصق به شيء من الفتن كما لا يلصق به شيء، ومربد: مثل محمر معنى لا صورة يسير بياض في سواد؟، والمخجى: المنكوس المائل الذي لا يقع فيه شيء وأن بينك وبينها بابا أي لا يخرج شيء منها في حياتك.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557