الجبال لقلعتها) لقوتها وشدتها وصلابتها وكنتم (قوام الأرض وخزانها) في بعض النسخ «وجيرانها» جمع الجار، والمراد به الناصر المجير الذي يجير من أراد ويؤمنه من أن يظلم (وسمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرة بعد أخرى) وهو يقول.
* الأصل:
450 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سفيان الجريري، عن أبي مريم الأنصاري، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرة بعد مرة وهو يقول وشبك أصابعه بعضها في بعض ثم قال: تفرجي تضيقي وتضيقي تفرجي، ثم قال: هلكت المحاضير ونجا المقربون وثبت الحصى على أوتادهم، أقسم بالله قسما حقا إن بعد الغم فتحا عجبا.
* الشرح:
(وشبك) أي وقد شبك أصابعه (بعضها في بعض ثم قال: تفرجي تضيقي وتضيقي تفرجي) دلت الآية والرواية والتجربة على أن بعد كل ضيق وشدة فرجا ومن كلامه (عليه السلام) «أدنى ما يكون الفرج عن مضيق الأمر» والحمل للمبالغة في اتصال أحدهما بالآخر وتشبيك الأصابع تمثيل للإيضاح ولو جعل تفرجي وتضيقي خطابا للأصابع مع بعده كان فيه إشارة إلى ما ذكرنا (ثم قال: هلكت المحاصير: أي المستعجلون ظهور الصاحب (عليه السلام) الموقنون له وقد مرت هذه اللفظة وتصحيحها في ذيل حديث نوح (عليه السلام) (ونجا المقربون) الذين يسلمون ظهوره ويقرون به غير موقتين له، روى المصنف في باب كراهة التوقيت بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال: «كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي تنتظره متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون» (وثبت الحصى على أوتادهم) الضمير للمقربين وهذا كناية عن ثباتهم في مقام الصبر على أذى الأعداء وتحملهم مكاره الضيق وشدايد البلاء حتى لا يسقط خيام صبرهم بصرصر شبهات المعاندين ولا تتحرك أوتادها بحصيات مفتريات المخالفين، وهذه العبارة كالمثل في مقام الشدايد ثم أقسم بالقسم البار تأكيدا لمضمون ما سبق (فقال: أقسم بالله قسما حقا أن بعد الغم) الذي لحقنا ولحق شيعتنا بتسلط الأعداء ونزول الشدايد والبلاء (فتحا عجبا) وهو ظهور الصاحب (عليه السلام) واستيلاؤه على مشارق الأرض ومغاربها.
* الأصل:
451 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا ميسر! كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت هي قريب على شاطىء