الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية قال: وروى غير واحد وزاد فيه: وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.
* الشرح:
(يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسيا) في بعض النسخ قرقيسا بالكسر: بلد على الفرات سمي بقرقيسا بن طهمورث، والوقعة: المحاربة وكأنها ما وقع بين أبي مسلم ومروان الحمار وعساكره واستيصالهم أو ما وقع بين هلاكو والمستعصم واستيصاله بني عباس وقوله مأدبة صفة لوقعة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي مأدبة للطير والسباع تأكل لحومهم والمشهور في المأدبة ضم الدال وقد تفتح وهي طعام يصنع لدعوة أو عرس (يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية) الظاهر أن ضمير لها لقيس باعتبار القبيلة وأن الواو للحال وفي النهاية يدعى له أي ينسب إليه فيقال: فلان بن فلان وفي القاموس داعية اللبن: بقيته التي في الضرع بعد الحلب، يقال: دعا في الضرع داعية أبقاها فيه سميت بها لأنها تدعو ما وراه وتنزله، وفيه أيضا الداعية: صريخ الخيل في الحروب، والمعنى على الأول لا تنسب إليها نفس داعية تدعو الانتساب إليها، وعلى الثاني لا تبقى لها بقية، وعلى الثالث لا تطلب لها خيول صارخة ومن يقوم بطلب دمائهم لعدم وجوده، ويحتمل أن يكون الضمير للوقعة والواو للعطف والأنسب حينئذ هو المعنى الأخير والله أعلم.
(قال: وروى غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين) فاعل قال محمد ابن يحيى ويحتمل غيره، والمنادي إما ملك أو إنسان، وهلم بضم اللام بمعنى تعال مركب من هاء للتنبيه ومن لم أي ضم نفسك إلينا وفيه لغتان فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجمع والاثنين والمذكر والمؤنث بلفظ واحد مبنى على الفتح، وبنو تميم تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع فيقول هلم وهلما وهلموا وهلمي وهلمن، والظاهر أن وهلموا خطاب للطيور والسباع وضمير العقلاء باعتبار تشبيهها بأناس يدعون إلى مأدبة.
* الأصل:
452 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.
* الشرح: