شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤١٦
اكسرا أي يكسر كسرا استعظم الكسر لأنه إنما يكون عن غلبة وإكراه ولا يرجى إعادته بخلاف الفتح، لا أبا لك كلمة تستعمل للحث على الفعل أي جد في الفعل جد من لا أب له بعينه أقول هذا الحديث يدل على وقوع الفتنة وتخصيص حذيفة وقوعها بما بعد عمر لا يكون سندا لأنه لم ينقله من باب الرواية ولئن سلم فنقول ما وقع بعد عمر من الفتن هو فتنة طلحة وزبير وعايشة ومعاوية وأهل نهروان وأكثر أصحابهم فكيف يدعون أن الصحابة لم يرتدوا ولا يصح نسبة الارتداد إليهم، فإذا ثبت هذا ثبت أن نسبة الارتداد إليهم بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ليس مستبعدا لأجل أنهم كانوا من أصحابه ومنه ما رواه أيضا عن جابر قال: قال رسول الله: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبن عنها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من بين يدي» وفي رواية «أنا آخذ بحجزكم عن النار فتغلبوني وتقمحون في النار» وفي أخرى «أنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيها» قال محيى الدين: الفراش: الذي يطير كالبعوض وقيل: هو الطير الذي يتساقط في النار، والحجزة: معقد الأزار والسراويل وإذا أخذ الرجل من يخاف سقوطه أخذ بذلك الموضع منه، والتقحم: التقدم والوقوع في الاهوية وشبهها، فقد شبه (عليه السلام) دخول الصحابة وغيرهم ممن ارتد عن دينه في نار الآخرة بتساقط الفراش في نار الدنيا لجهله وعدم تمييزه وتخصيص الذم بما عدى الصحابة تخصيص بلا مخصص ومحض الحمية الجاهلية ومن العجايب أنهم مع ذلك يدعون أن كل واحد من الصحابة عدل وذلك قول من لم يشم رائحة صدق ودليل وأيضا روى مسلم في كتاب الأمارة أن النبي (صلى الله عليه وآله) ذكر ذات يوم الفلول فعظمه وعظم أمره ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبة بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك - الحديث» قال الآبي: هذا خطاب مواجهة وفيه دلالة على عدم عدالة الصحابة ثم قال: ولا بعد في ذلك (صلى الله عليه وآله) قد جلد في الخمر وقطع في السرقة.
(إن الأنصار اعتزلت) عن الدين أو عن المهاجرين أو عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (فلم تعزل بخير وجعلوا يبايعون سعدا) سعد بن عبادة من أشراف الأنصار (وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية) في القاموس الرجز بالتحريك: ضرب من البحر ووزنه مستفلن ست مرات سمي به لتقارب أجزائه وقلة حروفه وزعم الخليل أنه ليس بشعر وانما هو إنصاف أبيات وأثلاث والأرجوزة كالقصيدة منه والجمع أراجيز وقد رجز وارتجز ورجز به رجزة أنشد أرجوزة (يا سعد أنت المرجا وشعرك المرجل وفحلك المرجم) أي أنت الذي تأمل حصول المقاصد منه من الترجية وهي ضد اليأس، والمرجل: اسم مفعول من الترجيل وهو تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه كما يفعله المترفون والمتنعمون، والمرجم إما من جعل على قبره الرجمة بالضم: وهي الحجارة أو من رجم في المعارك
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557