المسجد فإذا حلقة من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي (صلى الله عليه وآله) كما قال الذئب، فما زالوا في ذلك من ذكر النبي والشتم له حتى جاء أبو طالب من آخر النهار فلما رأوه قال بعضهم لبعض: كفوا فقد جا عمه، قال: فكفوا فما زال يحدثهم ويكلمهم حتى كان آخر النهار، ثم قام وقمت على أثره فالتفت إلي فقال: اذكر حاجتك! فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم، قال: وما تصنع به؟ قلت: اومن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشيء إلا أطعته فقال: وتفعل؟ فقلت: نعم قال: فتعال غدا في هذا الوقت إلي حتى أدفعك إليه قال: بت تلك الليلة في المسجد حتى إذا كان الغد جلست معهم فما زالوا في ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) وشتمه حتى إذا طلع أبو طالب فلما رأوه قال بعضهم لبعض: أمسكوا فقد جاء عمه، فأمسكوا فما زال يحدثهم حتى قام فتبعته فسلمت عليه فقال: اذكر حاجتك فقلت: النبي المبعوث فيكم، قال: وما تصنع به؟ فقلت: أومن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشيء إلا أطعته، قال: وتفعل قلت: نعم، فقال: قم معي، فتبعته فدفعني إلى بيت فيه حمزة (عليه السلام) فسلمت عليه وجلست فقال لي: ما حاجتك! فقلت هذا النبي المبعوث فيكم، فقال:
وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به واصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشيء إلا أطعته فقال:
تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال: فشهدت قال: فدفعني حمزة إلى بيت فيه جعفر (عليه السلام) فسلمت عليه وجلست فقال لي جعفر (عليه السلام): ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم قال: وما حاجتك إليه! فقلت: أومن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشيء الا أطعته، فقال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فقال: فشهدت فدفعني إلى بيت فيه علي (عليه السلام) فسلمت وجلست فقال: ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم قال: ما جتك إليه؟ قلت: أومن به واصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشيء إلا أطعته، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: فشهدت فدفعني إلى بيت فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسلمت وجلست، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حاجتك؟ قلت: النبي المبعوث فيكم، قال:
وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به واصدقه ولا يأمرني بشيء إلا أطعته فقال: تشهد أن إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا أبا ذر انطلق إلى بلادك فإنك تجد ابن عم لك قد مات وليس له وارث غيرك فخذ ماله وأقم عند أهلك حتى يظهر أمرنا، قال: فرجع أبو ذر فأخذ المال وأقام عند أهله حتى ظهر أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا حديث أبي ذر وإسلامه رضي الله عنه وأما حديث سلمان فقد سمعته؟
فقال: جعلت فداك حدثني بحديث سلمان، فقال: قد سمعته، ولم يحدثه لسوء أدبه.
* الشرح: