أوتيت علما واستنبطه من معدنه اخبرك يا ابن رسول الله عما] قد [فسرت لي إن رجلا من جيراني جاءني وعرض علي ضيعته فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت أنه ليس لها طالب غيري فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وصاحبك يتولانا ويبرأ عدونا؟ فقال: نعم يا ابن رسول الله رجل جيد البصيرة مستحكم الدين وأنا تائب إلى الله عز وجل وإليك مما هممت به ونويته فأخبرني يا ابن رسول الله لو كان ناصبا حل لي اغتياله فقال: أد الأمانة لمن ائتمنك وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين (عليه السلام).
* الشرح:
(وكان شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس يلوح بسيفه وأنا أشاهده فزعا مرعوبا) لوح بسيفه وألاح به: لمع به (فقال (عليه السلام): أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشة اه) أي فيما يعيش به، يقال: اغتاله وغاله: أهلكه وأخذه من حيث لم يدر، والوكس كالوعد: النقصان والتنقيص لازم متعد والنصيحة طلب الخير للمنصوح وكأنه أول رؤياه بالإلهام والتعليم الرباني، ويحتمل أنه استنبط أن ذلك الرائي منافق يريد اغتيال غيره من قوله تعالى (كأنهم خشب مسندة) وقد فسر بعض المعبرين الخشب: بالمنافق نظرا إلى هذه الآية فذلك الشبح الخشبي كان مثاله وذلك الفرس الخشبي كان نفاقه وكما أن المنافق في ترويج أمره راكب على فرس النفاق الذي لا يكون أمره رايجا ولا يوصل صاحبه إلى منزل كذلك الفرس الخشبي وسيف ذلك الشبح قصد الرائي إهلاك غيره وأما كون الاغتيال في أمر المعيشة فيحتمل أنه مستنبط من ركوبه على الفرس لأن الفرس قد يأول بالدنيا وسعة المعاش ولأنه سبب لازدياد الرزق والتوسعة في المعيشة وطلب الدنيا كما في بعض الروايات والله يعلم.
* الأصل:
449 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن عبد الملك بن أعين، قال: قمت من عند أبي جعفر (عليه السلام) فاعتمدت على يدي فبكيت، فقال: مالك؟ فقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي قوة فقال: أما ترضون أن عدوكم يقتل بعضهم بعضا وأنتم آمنون في بيوتكم: إنه لو قد كان ذلك اعطى الرجل منكم قوة أربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها وكنتم قوام الأرض وخزانها * الشرح:
(وجعلت قلوبكم كزبر الحديد - اه) الزبر والزبر جمع زبرة: وهي القطعة من الحديد (لو قذف بها