تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟! قال: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ، قال: فقلت له: فما تأويلها قال:
يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم: فو الله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلا صبيحة الجمعة فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد. وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله رأيت رؤيا هالتني، رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب، فقال: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فإنه ملاقينا ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم فما كان اسم صهرك؟ قال: حسين فقال: أما إن رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله (عليه السلام) فإن كل من عانق سمي الحسين (عليه السلام) يزوره إن شاء الله.
* الشرح:
(يا ابن مسلم هاتها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة) قدمه وسماه عالما للتقية أو لاظهار جهله عند بعض الأصحاب ثم في هذا الخبر دلالة على أن الرؤيا ليست على ما يعبر بها أولا لأنه لم يقع تعبير أبى حنيفة ووقع تعبيره (عليه السلام) بعده، ولأنه لو كانت لأول عابر لما خطأه (عليه السلام) وهذا ينافي ظاهر ما سيجييء عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «الرؤيا على ما يعبر» وقال (عليه السلام): «امرأة رأت أن جذع بيتها انكسر فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقصت عليه الرؤيا فقال (عليه السلام) زوجك يقدم وهو صالح وقد كان غايبا فقدم كما قال، ثم رأت هذه الرؤيا ثانية فقصت على النبي (صلى الله عليه وآله) فعبرها بما مر، ثم رأتها ثالثة فقصت على رجل أعسر فقال يموت زوجك فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقال ألا كان عبر لها خيرا» فإن فيها أيضا دلالة على أن الرؤيا على وفق ما يعبر والجواب المراد أن الرؤيا تجيىء على وفق ما يعبر في بعض الأحيان لأن التعبير قد يؤثر في النفس من باب التطير والتفأل لا دائما فلا منافاة.
(رأيت صهرا لي ميتا اه» الصهر بالكسر: القرابة وزوج بنت الرجل وزوج أخته وأبو امرأته.
* الأصل:
448 - إسماعيل بن عبد الله القرشي، قال: أتى إلى أبي عبد الله (عليه السلام) رجل فقال له: يا ابن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكان شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب يلوح بسيفه وأنا أشاهده، فزعا مرعوبا فقال له (عليه السلام): أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك فقال الرجل: أشهد أنك قد