شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٩٠
ذلك الفرج».
* الأصل:
413 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن إبليس أكان من الملائكة أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال، لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة، فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكره وقال: وكيف لا يكون من الملائكة والله عز وجل يقول: «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس» فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده فقال له: جعلت فداك رأيت قوله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا» في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون! قال: نعم يدخل في هذا المنافقون، والضلال، وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
* الشرح:
(سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن إبليس) هو اسم أعجمي أو من إبليس إذا يئس وتحير، والبلس محركة من الأخير عنده أو عنده إبلاس وشر (أكان من الملائكة لم كان يلي شيئا من أمر السماء) بأن يكون من المدبرات فيها كسائر الملائكة أو يكون ممن يلي أمر الملائكة كما قالت العامة أنه كان يلي أمرهم يعظهم؟ فأجاب (عليه السلام) بأنه لم يكن شيئا منها (ولا كرامة): أي لا شرف ولا عزة ولا قدر ولا عظمة له عند الله تعالى (فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعة فأنكر) كأنه أنكر ثبوت الرواية لا قول المعصوم بعد ثبوته (وقال) على سبيل الإنكار أو الاستبعاد (كيف لا يكون من الملائكة والله عز وجل يقول: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس) تمسك بتوجه اللوم إليه وبما هو الأصل في الاستثناء من الاتصال المقتضي لدخول المستثنى في المستثنى منه لولا الإخراج ومن ثم قيل: الاستثناء من علامات العموم وقد عقل عن قوله تعالى (وكان من الجن ففسق عن أمر ربه) فدخل عليه الطيار وسأله وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك أرأيت، أي أخبرني عن (قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا) في غير مكان) أي في مواضع متعددة (فهي مخاطبة المؤمنين (أيدخل في هذا المنافقون) إنما سأله هكذا ولم يسأله عن مطلوبه صريحا لأنه قصد بذلك حصول المطلوب مع زوال شبهته (قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال) بالضم وشد اللام: جمع ضال (وكل من أقر بالدعوة الظاهرة) وهذا الوصف شامل لأهل الإسلام كلهم لأن المقر بالدعوة إلى الولاية مثلا إن أقر بها ظاهرا لا باطنا فهو منافق وإن أقر بها باطنا أيضا فإن بقي عليه بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فهو مؤمن وإن لم يبق عليه فهو ضال لأنه خرج عن الطريق وضل عنه بعد الدخول فيه هذا وقع في البين فنرجع إلى ما نحن فيه ونقول: إذا جاز دخول المنافق والضال في خطاب المؤمنين إما باعتبار التغليب أو
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557