يشربان، فدعا أبو طالب عليا (عليه السلام) فقال له: يا بني اذهب إلى عمك أبي لهب فاستفتح عليه فإن فتح لك فادخل وإن لم يفتح لك فتحامل على الباب واكسره وادخل عليه، فإذا دخلت عليه فقل له:
يقول لك أبي: إن أمرءا عمه عينه في القوم فليس بذليل. قال: فذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له فتحامل على الباب وكسره ودخل فلما رآه أبو لهب قال له: مالك يا ابن أخي فقال له: إن أبي يقول لك إن امرءا عمه عينه في القوم ليس بذليل فقال له: صدق أبوك فما ذاك يا ابن أخي؟ فقال له: يقتل ابن أخيك وأنت تأكل وتشرب فوثب وأخذ سيفه فتعلقت به أم جميل فرفع يده ولطم وجهها لطمة ففقىء عينها، فماتت وهي عوراء، وخرج أبو لهب ومعه السيف فلما رأته قريش عرفت الغضب في وجهه، فقالت، مالك يا أبا لهب، فقال: أبايعكم على ابن أخي، ثم تريدون قتله واللات والعزى لقد هممت أن أسلم ثم تنظرون ما أصنع، فاعتذروا إليه ورجع.
* الشرح:
(فنصطبح) الاصطباح: أكل الصبوح وهو الغدا والاغتباق: أكل الغبوق وهو العشاء وأصلها في الشرب ثم استعملا في الأكل (إن أمرء أعمه عينه في القوم ليس بذليل) ليس خبر «إن» والجملة قبله صفة لاسمها، والعين: الحافظ وفي بعض النسخ فليس بذليل والجملة فيه خبر.
* الأصل:
419 - عنه، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان إبليس يوم بدر يقلل المسلمين في أعين الكفار ويكثر الكفار في أعين المسلمين فشد عليه جبرئيل (عليه السلام) بالسيف فهرب منه وهو يقول:
يا جبرئيل إني مؤجل، إني مؤجل، حتى وقع في البحر قال زرارة: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): لأي شيء كان يخاف وهو مؤجل قال: يقطع بعض أطرافه.
* الشرح:
(يقلل المسلمين في أعين الكفار ويكثر الكفار في أعين المسلمين فشد عليه جبرئيل (عليه السلام) بالسيف) الشد بالفتح: الحملة في الحرب وهذا العمل أعني التقليل والتكثير نوع من السحر أو الشعبذة وغرض الخبيث عنه تقوية قلوب الكفار وتحريكهم على القتال وإلقاء الروع في قلوب المؤمنين ولهما مدخل عظيم في الغلبة والمغلوبية وفي آخر الحديث دلالة واضحة على أن الشيطان الرجيم جسم إلا أنه لطيف يتشكل بأشكال مختلفة كما ذهب إليه المتكلمون.
* الأصل:
420 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن أبان ابن عثمان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) على التل الذي عليه مسجد