وهو يطلب منه (عليه السلام) الخروج لطلب الخلافة بعد استيصال بني أمية وإنما لم يقبله (عليه السلام) لعلمه بأن هذا الأمر لا يتمشى وأن خلافة بني عباس بعد بني أمية أمر مقدر حتما وأن خروجه موجب لهلاكه وهلاك شيعته وقد نقل أنهم نصبوا السفاح قبل عود الرسول إليهم، واعلم أن أبا مسلم كان من أهل إصفهان ولما كان ابتداء خروجه على بني أمية من مرو نسب إليه وقيل له المروزي وكان معينا لإبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في أمر الخلافة فلما قتل إبراهيم في الشام فر أخواه سفاح وأبو جعفر المنصور إلى الكوفة وتوجه أبو مسلم عساكره إليها كتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) واستدعاء للخلافة فلم يقبله (عليه السلام). (فجعلنا يسار بعضنا بعضا) المسارة والسرار «باكسى راز كفتن» يقال: ساره في أذنه مسارة وسرارا وتساروا: إذا تناجوا وكان سبب المسارة حرصهم على ظهور دين الحق وإرادتهم تعجيله (فقال: أي شيء تسارون يا فضل؟) الاستفهام للإنكار والتوبيخ دون الحقيقة (إن الله عز وجل لا يعجل لعجلة العباد) فلا يقدم ما أخره حتما لإرادة العباد تقديمه (ولإزالة جبل عن موضعه) ونقله إلى موضع آخر (أيسر من زوال ملك) هو ملك بنى عباس (لم ينقض أجله) المقدر حتما وفيه مبالغة عرفا على عدم إمكان زواله لا إمكانه مع صعوبة والزوال هنا بمعنى الإزالة تقول أزلته وزولته وزلته بالكسر إذا أزلته فلا يردان الصحيح هو الإزالة خصوصا مع رعاية التقابل (ثم قال) تأكيدا لما ذكر وتوضيحا له (أن فلان بن فلان) وفلان بن فلان (حتى بلغ السابع من ولد فلان) يعني العباس والمقصود أنه عد الأول والثاني إلى السابع من خلفاء بني عباس بأسمائهم وأسماء آبائهم وإنما لم يذكر البواقي لأن المقصود بيان أن هذا الزمان ليس زمان ظهور الحق ورجوع الخلافة إلى أهلها وذكر هذا القدر كاف في بيانه ولو كان الابتداء في العد من الآخر وهو المستعصم إلى الأول وهو السفاح لورد أن الأول ليس هو السابع من ولد العباس بل هو الرابع منهم كما مر.
واعلم أن خبر أن محذوف تقديره يصيرون أو يملكون الخلافة أو نحوهما هذا ويبعد أن يراد بقوله (عليه السلام) «إن فلان بن فلان» الصاحب (عليه السلام) وبيان نسبه إلى نفسه المقدسة وأنه الذي يظهر دين الحق ويعود إليه الخلافة وإن كان هذا أنسب بقوله (فما العلامة فيما بيننا وبينك) يدل على خروج صاحب الأمر وتملكه للخلافة (قال: لا تبرح الأرض يا فضل) أي لا تزول بقيام الساعة (حتى يخرج السفياني) روى الصدوق في كتاب كمال الدين بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب وفي حديث آخر «يخرج ابن آكلة الأكباد وهو رجل ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان» و «في آخر أنك لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق، وفي آخر أنه يملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وقسطنطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند