409 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن: عن معاوية بن حكيم قال: سمعت عثمان الأحول يقول: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس من دواء إلا وهو يهيج داء وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه.
* الشرح:
قوله: (ليس من دواء إلا وهو يهيج داء وليس شيء في البدن أنفع من امساك اليد إلا عما يحتاج إليه) الدواء بالمد والتثليث كالحاكم الجائر يدفع جور الغير عن الرعية ويجور عليهم وإمساك اليد كناية عن قلة الأكل وفيها منافع جمة منها حفظ البدن عن الأمراض فإن جميعها من كثرة الأكل ومنها تصفية القلب عن الأمراض المتعلقة به بالرياضة الكاملة فإن النفس إذا شبعت صدرت منها أنواع القبايح، ومنها اتصال النفس بعالم المجردات للمناسبة في التجرد فإذا زال المانع وهو الشواغل مالت إليها بمقتضى الطبع وينعكس إليها الصور الإدراكية القدسية الخالصة عن شوائب الشكوك والأوهام التي تحصل من طرق الحواس.
* الأصل:
410 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحمى تخرج في ثلاث: في العرق والبطن والقيء.
* الشرح:
(الحمى تخرج في ثلاث: في العرق والبطن والقيء) العرق بالتحريك معروف ونفعه للمحموم مجرب وقراءته بالكسر وهو الأجوف الذي يكون فيه الدم بإرادة القصد بعيدة، والمراد بالبطن إخراج ما فيه من الأخلاط بشرب مسهل والحقنة ونحوهما، وأما البطن محركة: فهو داء في الجوف مهلك غالبا وليس بمراد ههنا، والقيء نافد لدفع الصفراء والسوداء والبلغم والزائد من الطعام وله مدخل عظيم في حفظ الصحة ودفع المرض فإن خرج بسهولة وإلا فليربط العين بعد وضع القطن ونحوه عليها (الغبرة على من أثارها) الغبر محركة وبهاء الغبار كالغبرة والغبرة بالضم لونه وهذا مثل لمن تعرض أمرا يوجب ضرره وزجر للشيعة عن التعرض للمخالفين في دولتهم ثم رغب في المداناة والمماشاة معهم وترك العجلة والانكار عليهم.
* الأصل:
411 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن حفص بن عاصم، عن سيف التمار، عن أبي المرهف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الغبرة على من أثارها، هلك المحاصير، قلت جعلت فداك وما المحاصير؟ قال: المستعجلون أما إنهم لن يريدوا إلا من يعرض