المبين) قدم الخبر للحصر ووصف الجلالة بالأوصاف المذكورة للدلالة على أنه مالك الدنيا والآخرة وما فيهما وأنه الحق الثابت الذي لا يتغير بوجه وأنه موجود ظاهرا ومظهر الأشياء بحقايقها ولوازمها وساير ما يتعلق بها (فلا إله غيره) متفرع على الحصر المذكور أو على سبوح وقدوس لأن تنزهه عن جميع المعايب والنقايص يقتضي تفرده بالإلهية وتنزهه عن نقص الشركة (رب الملائكة والروح) قيل الروح جبرئيل (عليه السلام) وقيل: ملك عظيم غيره وقيل خلق لا تريهم الملائكة وقيل هو الروح الذي به الحياة (فتضرب الديكة بأجنحتها وتصيح) دل على جواز الاعتماد بهذه الصيحة في معرفة انتصاف الليل وقد روى مثل ذلك في معرفة الزوال والحق جوازه عند عدم إمكان المعرفة بأدلة أقوى منها خصوصا مع تجربة صدقها.
* الأصل:
407 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عمار الساباطي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يقول من قبلكم في الحجامة؟ قلت: يزعمون أنها على الريق أفضل منها على الطعام، قال: لا، هي على الطعام أدر للعروق وأقوى للبدن.
* الشرح:
قوله: (لا هي على الطعام أدر للعروق وأقوى للبدن) أما أنها أقوى للبدن فظاهر لكونها مصونا من الضعف وأما أنها أدر للعروق فلأن جاذبة كل عضو لجذبها الغذاء إليه يميل الدم إلى ظاهر البدن فإذا ضم إليه جذب الحجام يخرج الدم بسهولة ولعل حكم الفصد حكم الحجامة في ذلك.
* الأصل:
408 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت وتصدق واخرج أي يوم شئت.
* الشرح:
(اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت وتصدق واخرج أي يوم شئت) ثبت في عرف الشرع كراهة الاحتجام في بعض الأيام كيوم الثلاثاء وكراهة السفر في بعضها كالقمر في العقرب ويوم الاثنين، وفي عرف المنجمين في كثير منها وربما يختلج في بعض النفوس من ذلك شيء وتدفع كراهة ذلك بقراءة آية الكرسي والتصدق وحكاية رجل مع شريكه المنجم في خروجهما لتقسيم المشترك وفوزه بأفضل السهمين عند القرعة لتصدقه عند الخروج مع اختيار المنجم أشرف الساعات لنفسه وأخبثها له مشهورة، وفي بعض الروايات مذكورة.
* الأصل: