شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٨٨
لهم، ثم قال: يا أبا المرهف أما إنهم لن يروكم بمحجفه إلا عرض الله عز وجل لهم بشاغل. ثم نكت أبو جعفر (عليه السلام) في الأرض ثم قال: يا أبا المرهف قلت: لبيك قال: أترى قوما حسوا أنفسهم على الله عز ذكره لا يجعل الله لهم فرجا؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا.
* الشرح:
قوله: (هلك المحاصير قلت جعلت فداك ما المحاصير قال: المستعجلون) المحاصير بالصاد المهملة جمع محصور كالميامين والملاعين جمع ميمون وملعون، ومحصور: الضيق الصدر الذي لا يصبر على شيء، وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة جمع محضار كمصابيح جمع مصباح وهو الفرس المسرع في العدو المرتفع فيه والمراد على التقديرين الاستعجال في الامر من غير تأني فيه وصبر عليه. ثم أكد التحذير عن ذلك بقوله (أما أنهم لن يريدوا إلا من تعرض لهم) بذمهم على الباطل أو بالطعن والسب لإمامهم أو بغير ذلك فعليكم تركه تحرزا من ضررهم، ثم أشار إلى أنه لولا وقاية الله تعالى لا ينجو منهم أحد من هذه الفرقة الناجية قوله «أما أنهم لن يريدوكم بمحجفة إلا عرض الله لهم بشاغل) يشتغلون به عنكم، والمجحفة بتقديم الجيم: الداهية والبلية، سميت بها لأنها تجتحف موردها أي تختطفه وتستلبه ثم حث على الصبر بذكر بعض لوازمه وهو أنه مفتاح للفرج فقال: (أترى قوما حبسوا أنفسهم على الله عز وجل) أي على سبيله طلبا لجزيل أجره (لا يجعل الله لهم فرجا) عن الضيق وضرر الأعداء والاستفهام للإنكار أو التقدير كما أشار إليه بقوله (بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا) يرشدك إلى ذلك صبر النبي (صلى الله عليه وآله) وغيره من الأنبياء على تبليغ الدين وأذى المشركين حتى أتاهم النصر كما قال الله تعالى (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأذوا حتى أتاهم نصرنا).
* الأصل:
412 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: ليس لكتابك جواب اخرج عنا، فجعلنا يسار بعضنا بعضا، فقال: أي شيء تساروه يا فضل إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله، ثم قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان، قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثا‍ وهو من المحتوم.
* الشرح:
(فأتاه كتاب أبي مسلم فقال ليس لكتابك جواب اخرج عنا) الخطاب في الموضعين للرسول
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557