حازم عن سهل يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «أنا فرطكم علي الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن على أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم» وروي هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري وهو يزيد في آخره «فأقول: إنهم منى فيقال: إنك لا تدري ما فعلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي» وفيه أيضا بطرق متعددة عن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله بن عمرو بن العاص وعن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا رب مني ومن امتي فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم» وفيه أيضا مثله عن عائشة وفيه أيضا عن أم سلمة أنها قالت: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لكم فرط على الحوض فإياي ليأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال فأقول فيم هذا؟ فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا» وفيه أيضا عن عقبة بن عامر «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لانظر إلى حوضي الان وانى قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدى ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها» وفيه أيضا بطريق آخر عن عقبة بن عامر قريب منه مع زيادة في آخره «ولكني أخشى عليكم الدنيا فتتنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم» قال عقبة: فكانت آخر ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على المنبر. وفيه أيضا عن عبد الله أنه قال رسول الله: «أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (1) وفيه أيضا في باب الآخرة والقيامة عنه (صلى الله عليه وآله) «ألا وإنه سيجاء من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي. فيقال:
إنك لا تدري ما أحدثوا فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء قدير - إلى قوله - فإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) «فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم».
(فقال أبو جعفر (عليه السلام): أوما يقرؤون كتاب الله) ليعلموا بطلان ما زعموه (أوليس الله يقول وما محمد إلا رسول) لا يتجاوز عن الرسالة إلى التنزه من الموت أو القتل (قد خلت من قبله الرسل) بالموت أو القتل فبخلوا كما خلوا (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) أنكر ارتدادهم عن الدين بموته أو قتله، قال القاضي: قيل الفاء للسببية والهمزة لإنكار أن يجعلوا خلوه سببا لانقلابهم على أعقابهم بعد وفاته خلوا الرسل قبله سببا لانقلابهم على