في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله عز وجل: (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين) فكان من الضأن اثنين زوج داجنة يربيها الناس، والزوج الآخر الضأن التي تكون في الجبال الوحشية احل لهم صيدها، ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس والزوج الآخر الظبي التي تكون في المفاوز، ومن الإبل اثنين البخاتي والعراب، ومن البقر اثنين زوج داجنة للناس والزوج الآخر البقر الوحشية وكل طير طيب وحشى] أ [وإنسى، ثم غرقت الأرض.
* الشرح:
(حمل نوح في السفينة الأزواج الثمانية - اه) يعني حمل فيها من كل صنف من الحيوان زوجا الذكر والأنثى لبقاء النسل، والداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم وهي الأهلية (ارتفع الماء على كل جبل وعلى سهل خمسة عشر ذراعا) دل على تحقق هذا المقدار في الكل ولا ينافي الزيادة عليه في البعض فلا يلزم تفاوت سطح الماء في الارتفاع والانخفاض تفاوتا فاحشا مستبعدا طبعا وعادة مانعا من جري السفينة.
428 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن داود بن أبي يزيد، عن من ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ارتفع الماء على كل جبل وعلى كل سهل خمسة عشر ذراعا.
* الأصل:
429 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة وثلاثمائة سنة منها ثمانمائة وخمسين سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثم أن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال: السلام عليك فرد عليه نوح (عليه السلام) قال ما جاء بك يا ملك الموت! قال جئتك لأقبض روحك. قال: دعني أدخل من الشمس إلى الظل فقال له: نعم، فتحول ثم قال: يا ملك الموت كل ما مر بي من الدنيا مثل تحويلي من الشمس إلى الظل فامض لما امرت به فقبض روحه (عليه السلام).
* الشرح:
قوله: (يا ملك الموت كل ما مر بي من الدنيا مثل تحويلي من الشمس إلى الظل) في القلة والنقصان وعدم الاعتداد به وهذا من باب المبالغة في التعبير عن التعلق بالزائل أو باعتبار أن الزيادة والنقصان في الماضي أمر وهمي اعتباري وفيه زجر لكل أحد عن التمسك بالدنيا وإن رجا طول العمر فكيف مع قصره.
* الأصل: