ادعوا لي جندل الخزاعي وعكاشة الضمري وكانا شخين قد أدركا الجاهلية فرما بالكتاب إليهما فقال: تعرفان هذه الخطوط! قالا: نعم هذا خط العاص بن امية وهذا خط فلان وفلان لفلان من قريش وهذا خط حرب بن أمية، فقال هشام: يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال:
نعم، قال: فقد قضيت بالولاء تلك قال: فخرج وهو يقول:
إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة قال: فقلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فإن نثيلة كانت أمة لام الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلانا فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من امنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش، قال: فقال قد أجبتك على خلة على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا وأشهد عليه فهو هذا الكتاب.
* الشرح:
قوله: (بجارية رجل عقيلي) الجارية البنت وهي فتية النساء وتطلق على الأمة أيضا ولعل المراد هنا الأولى (وأدخليه الدهليز) الدهليز بالكسر ما بين الباب والدار (قد مضي نحو قباء) هي بالضم وتذكر وتقصر: قرية قرب المدينة (فلقيته بما اجتمع القوم عليه) فيه اختصار فطلبته فليقته وأخبرته (معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا ولا يأمر به) نفي للفعل عنه من باب الكناية ومعاذ الله مصدر منصوب بفعل مقدر أي نعوذ معاذا إلى الله ولا لتأكيد النفي المستفاد ضمنا (فقال إن أم الخطاب كانت أمة للزبير بين عبد المطلب فسطر بها نفيل فأحبلها) في القاموس سطر تسطيرا: ألف وعليه إياه بالأساطير: وهي الأحاديث التي لا نظام لها وفي النهاية سطر فلان على فلان إذا زخرف له الأقاويل ونمقها، وتلك الأقاويل الأساطير ذكر الآبي في كتاب إكمال الإكمال نسب عمر هكذا عمر يكني أبا الحفص وهو ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبد الله بن قرط بن زيد بن عدي بن كعب بن لوي (فبصرت به ثقيف) كامير أبو قبيلة من هوزان واسمه قسى بن منبه بن بكر بن هوزان (فهرب منها إلى الشام) أي فهرب نفيل لما سمع خبر وصول الزبير من ثقيف من الطايف إلى الشام (فدخل على ملك الدومة) دومة الجندل: اسم حصن على خمسة عشر ليلة من المدينة ومن الكوفة على عشر مراحل وأصحاب اللغة يضمون الدال وأصحاب الحديث يفتحونها كذا نقل عن المغرب فقال (ما أظن هذا الرجل ولدته عربية) قال ذلك لأن الضرطة عيب وعار خصوصا عند العرب ولأنها نشأت من الخوف والجبن والشجاعة معروفة في العرب وانما شك في أمه لعلمه بأن أباه كان عربيا، والإست بالكسر: الدبر، فقال: (أيها الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك) فجعل له الأمان ووعد الملك بقضاء حاجته برد الولد (فلما قدم الزبير مكة) ورجع نفيل إليها أيضا (تحمل) نفيل (عليه ببطون قريش) أي كلفه برد الولد