شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٤
عليه، وأشرا وبطرا علة لبغيهم عليهم وجعل كل واحد متعلقا بكل واحد أو بحسدهم وبغيهم محتمل ولكن قوله بغيا يأباه في الجملة فليتأمل، ثم نبه (عليه السلام) لمناسب المقام بقوله (وبالله أنه ما عاش قوم قط في غضارة. انتهى) على أن كل من له نعمة وغضارة عيش وطيبه وطاعة لله تعالى وشكر له وغيرها من الفضايل النفسانية والبدنية ثم سلب منه تلك النعمة وأزيلت عنه تلك الفضيلة ما كان سبب السلب والإزالة إلا ثغيرهم ما بأنفسهم من الأحوال الحسنة إلى الأحوال القبيحة وتحويلهم من الطاعة إلى المعصية وقلة محافظة ما أراد الله تعالى منهم وترك مراقبته في مقام المعصية، ثم استدل على ذلك بقوله تعالى فقال: (لأن الله عز وجل يقول في محكم كتابه: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) من الكمالات وحسن الحالات إلى أضدادها (وإذ أراد الله بقوم سوءا) إرادة حتم (فلا مرد له) إذ لا يقدر شيء أن يعارضه في إرادته (وما لهم من دونه من وال يلي صلاح أمرهم ودفع السوء عنهم، واعلم أن المشتغلين بالمعصية حاملون لوزرها دافعون لنعمتهم الحاصلة ما نعون من حصول المترقبة مفسدون لحالهم ونظامهم ولو أنهم أيقنوا حين خافوا زوال النعمة وحلول النقمة وتحويل العافية أن ذلك بسبب معصيتهم فتابوا إلى الله توبة نصوحا لتجاوز الله عن ذنوبهم وعثراتهم ورد عليهم النعمة المصروفة عنهم وأنزالها إليهم أعاد لهم كل ما زال عنهم من النعمة الحاصلة وفسد عليهم من الحالة الصالحة وإلى جميع ذلك أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: (ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال نعمة الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله عز ذكره بما كسبت أيديهم) من الذنوب فقوله: «أيقنوا خبر» «أن» وقوله «إذا هم» ظرف زمان له وقوله «لصفح» جزاء الشرط (فاقلعوا) عن المعاصي والذنوب (وتابوا) إلى الله عز وجل منها (وفزعوا إلى الله تعالى): أي خافوا عدم قبول التوبة راجعين أو متضرعين إليه في قبولها واستغاثوا إليه للتوفيق في التوبة والثبات عليها (بصدق نياتهم) على أن لا يرجعوا إليها أبدا وهن التوبة الخاصة وتوبة النصوح (وإقرار منهم بذنوبهم وإسالتهم) تفصيلا أو إجمالا (لصفح بهم عن كل ذنب) أذنبوه والصفح: التجاوز والعفو.
(وإذا لأقالهم كل عثرة) إذا: جواب وجزاء تأويلها إن كان الأمر كما ذكرت والإقالة: نقض البيع والمراد هنا نقض العثرات والتجاوز عنها وهذا كالتأكيد أو التعميم بعد التخصيص لأن العثرة أعم من الذنب (ولرد عليهم كل كرامة نعمة) كانت ممنوعة الوصول إليهم والظاهر أن الإضافة بيانية (ثم أعاد لهم من صالح أمرهم ومما كان أنعم الله به عليهم) من للابتداء أو التعليل (كل ما زال عنهم وفسد عليهم) بسبب المعصية من النعماء والأحوال الحسنة وفي ثم إشعار بأن هذا التفضل أبلغ وأكمل
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557