شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٥
من الأول ثم صرف الكلام عن هذه الموعظة العامة إلى من حاربوه وقاتلوه وخرجوا عليه على سبيل التفريع فقال (فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته) أي تقواه وهي التجنب عن كل ما يوجب سخطه والتمسك بكل ما يوجب مع نية خالصة (واستشعروا خوف الله جل ذكره) أي اجعلوه علامة لكم تعرفون بها أو محيطا بقلوبكم إحاطة الشعار بالبدن أو في ذكركم من الشعور وهو العلم ( وأخلصوا اليقين بالله) وبما جاء به الرسول من الحقوق الدينية والدنيوية، واليقين: هو العلم الذي لا يتطرق إليه شك ولعل المراد بإخلاصه العمل بمقتضاه لأن العامل بخلاف مقتضى العلم كان له شك فلا يكون له يقين خالص وفي بعض النسخ «النفس» في موضع اليقين والمراد بإخلاصها تنزيهها من النقايص (وتوبوا إلى الله من قبيح ما استفزكم الشيطان) فزه عن موضعه فزا: أزعجه واستفزه استخفه وأخرجه من داره وأزعجه من حاله إلى حال (من قتال ولي الأمر وأهل العلم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)) بعد متعلق بالقتال أو بولي الأمر والمراد به نفسه المقدسة ومن تبعه من المؤمنين (وما تعاونتهم عليه من تفريق الجماعة) جماعة المسلمين (وتشتيت الأمر) أي تفريق أمرهم ( وفساد صلاح ذات البين) في القاموس ذات بينكم أي حقيقة وصلكم أو ذات الحال التي يجتمع بها المسلمون وفي الكنز ذات البين عبارة عن نفس البين أي صلاح بينكم (إن الله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات) ترغيب في التوبة وتعليل لقوله «توبوا» وفيه دلالة على أن قبول التوبة من باب التفضل، وقيل: من باب الوجوب وقد مر وعلى أن توبة المرتد مطلقا مقبولة والخلاف في الفطري مشهور وفي بعض النسخ «عن السيئة» و (يعلم ما تفعلون) وعد ووعيد للمطيع والعاصي بالثواب والعقاب وحث على ترك القبيح لأن العلم بأن على العمل رقيبا عالما يبعث على تجويد العمل وترك القبيح.
* الأصل:
369 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي بن عثمان قال: حدثني أبو عبد الله المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق نجما في الفلك السابع فخلقه من ماء بارد وسائر النجوم الستة الجاريات من ماء حار وهو نجم الأنبياء والأوصياء، وهو نجم أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمر بالخروج من الدنيا والزهد فيها ويأمر بافتراش التراب وتوسد اللبن ولباس الخشن وأكل الجشب وما خلق الله نجما أقرب إلى الله تعالى منه.
* الشرح:
قوله: (إن الله عز وجل نجما (1) في الفلك السابع) الظرف صفة لنجما أو متعلق لخلق (فخلقه من ماء بارد. انتهى) إذا كان الماء أصل كل شيء من الأجسام كما مر لم يبعد ذلك ويمكن أن يكون

1 - يعني الزحل وهو عند المنجمين كوكب الدهاقين وأصحاب المهن (ش).
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557