قوله: (ثم قال ها هو ذا وجهي) «ها» للتنبيه وهو مبتدأ مبهم، والجملة بعده خبر مفسر له كما قيل في قل هو الله أحد، و «ذا» إشارة إلى طريق المدينة ووجه كل شيء مستقبلة وهو ما يستقبل ويتوجه إليه والظاهر أن قوله (صلى الله عليه) من كلام الراوي وقيل يحتمل أن يكون من كلامه (عليه السلام) حيث أشار إلى طريق المدينة فصلى على النبي.
* الأصل:
364 - عنه، عن صالح، عن الحجال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: «ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل» قال: نزلت في الحسين (عليه السلام)، لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا.
* الشرح:
قوله: (نزلت في الحسين (عليه السلام) لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا) لعل المراد من أهل الأرض من اجتمعوا واتفقوا على قتله (عليه السلام) ورضوا به إلى يوم القيامة وهذا التفسير يدل على أن لا يسرف خبر، والثابت في القرآن نهي ولا يبعد أن يحتمل النهي هنا على الخبر كما يحمل الخبر على النهي في كثير من المواضع والله يعلم.
* الأصل:
365 - عنه، عن صالح، عن بعض أصحابه، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الحوت الذي يحمل الأرض أسر في نفسه أنه إنما يحمل الأرض بقوته فأرسل الله تعالى إليه حوتا أصغر من شبر وأكبر من فتر فدخلت في خياشيمه فصعق، فمكث بذلك أربعين يوما ثم أن الله عز وجل رؤوف به رحمه وخرج، فإذا أراد الله جل وعز بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت إلى ذلك الحوت فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض.
* الشرح:
قوله: (أصغر من شبرو أكبر من فتر) الفتر بالكسر: بابين طرفي السبابة والإبهام إذا فتحتهما (فدخل في خياشيمه فصعق) الخيشوم من الأنف: ما فوق نخرته من القصبة وما تحتها من خشارم الرأس والخياشيم غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ أو عروق في بطن الأنف، والصعق: الغشي صعق كسمع صعقا ويحرك فهو صعق ككتف غشي عليه وفيه إشارة إلى سبب الزلزلة وقد يكون لها سبب آخر كما صرح به الصدوق وإلى أن التكبر والعجب يوجبان الذل وتنبيه على أن البلاء النازلة على العباد كلها لمصلحة يرجع فيها نفعها إليهم.
* الأصل: