* الشرح:
قوله: (نزلت في ولاية علي (عليه السلام)) أشار إلى أن المراد أصالة بما يحييكم ولاية علي (عليه السلام) وهي توجب حياة القلب التي هي الحياة الأبدية ونزولها بها لا ينافي شمولها بغيرها مما يوجب الحياة كما في سائر الآيات (فقال: الورقة: السقط) السقط بالفتح والضم والكسر أكثر: الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامة، الورق محركة: من الشجر معروف وما يسقط من جراحة واطلاقها على السقط من باب الاستعارة والتشبيه في السقوط وفيه تنبيه على علمه. بالجزئيات (والحبة: الولد) على سبيل التشبيه في النبات والنمو (وظلمات الأرض الأرحام) على تشبيه الأرحام بالظلمات في الظلمة أو بالأرض في كونها محلا للنبات، والأول أنسب بظاهر العبارة (وكل ذلك في إمام مبين) قيل: المراد بالكتاب المبين علم الله تعالى، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل القرآن الكريم وفسره (عليه السلام) بإمام مبين وكأنه علي (عليه السلام) لأن فيه علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما يكون وما هو كاين وعلم اللوح والقرآن الكريم، ووصفه بالمبين إما لأنه ظاهر في نفسه أو لأنه يبين الحق من الباطل ويفرق بينهما (قال: وسألته عن قول الله «سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» فقال: عني بذلك) أي سيروا وانظروا أي (أنظروا في القرآن فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وما أخبركم) القرآن (عنه) فهذا خطاب للعلماء وأمر لهم بالتدبر والتفكر في القرآن ليحصل لهم السير المعنوي في الأرض والعبور الروحاني بأحوال أهلها وكيفية أهلاكهم وأخذهم وسوء عاقبتهم وقبح خاتمتهم بمخالفتهم لله وللرسول والأوصياء فإن القرآن متضمن لجميع ذلك إجمالا وتفصيلا ولا يخفى لطف هذا التفسير لأن السير الظاهر في الأرض وأقطارها متعذر أو متعسر وعلى تقدير وقوعه ليس فيها ما يدل على عاقبة السابقين وأي شيء فيها مثلا يدل على عاقبة فرعون وهامان وقارون وقوم لوط وقوم صالح وشداد ونمرود وقوم عاد وثمود (قال:
تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن فقرأ ما قص الله عليكم من خبرهم) القراءة التلاوة وفاعل قرأ القرآن، والقص: الإخبار والتبيين يقال قص الخبر إذا أعلمه وبينه والمراد بالمرور المرور العقلي على أحوالهم والعبور الفكري بسوء عاقبتهم عند تلاوة القرآن في الليل والنهار.
* الأصل:
350 - عنه، عن ابن مسكان، عن رجل من أهل الجبل لم يسمه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالتلاد وإياك وكل محدث لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ذمه ولا ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك فان الناس أعداء النعم.
* الشرح: