366 - عنه، عن صالح، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بكر الحضرمي، عن تميم بن حاتم قال: كنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فاضطرب الأرض فوحاها بيده ثم قال لها: اسكني مالك!
ثم التفت إلينا وقال: أما إنها لو كانت التي قال الله عز وجل لأجابتني ولكن ليست بتلك.
* الشرح:
قوله: (فوحاها بيده ثم قال لها اسكنى مالك؟) فسكنت ولم تجب عن قوله مالك. والوحي هنا:
الإشارة ثم أشار (عليه السلام) إلى أن هذا الوقت جوابها وإنما وقتها عند زلزلة الساعة بقوله (أما إنها لو كانت التي قال الله لأجابتني ولكنها ليست بتلك) قال الله تعالى «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض اثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها» أي بلسان المقال ما لأجله زلزالها وما عمل عليها وما وقع فيها من خير وشر وذلك سبب أنه تعالى أوحى لها بالنطق وأمرها بالإخبار قال على بن إبراهيم في تفسيره: المراد بالإنسان أمير المؤمنين (عليه السلام).
* الأصل:
367 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اليسع، عن أبي شبل - قال صفوان: ولا أعلم إلا أني قد سمعت من أبي شبل - قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أحبكم على ما أنتم عليه دخل الجنة وإن لم يقل كما تقولون.
* الشرح:
قوله: (عن أبي اليسع عن أبي شبل) قال الفاضل الأسترآبادي في رجاله أبو شبل اسمه عبد الله ابن سعيد ثقة وأبو اليسع داود الابزاري مشترك بين مهملين ابن راشد وابن سعيد ويحتمل غيرهما فتدبر انتهى، أقول: يحتمل ابن فرقد الثقة بقرينة ان له كتابا يروي عنه صفوان بن يحيى كما ذكره هذا الفاضل ويحتمل غيره أيضا.
(قال صفوان ولا أعلم الا أني قد سمعت من أبي شبل) يعني ظننت ذلك فهو يروي عنه أيضا بلا واسطة (قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) من أحبكم على ما أنتم عليه) من ولاية علي وأولاده الطاهرين عليهم السلام دخل الجنة وإن لم يقل كما تقولون) لإخفاء في أن من أحب أحدا بولاية علي عليه السلام كان معتقدا بها مؤمنا وإن لم يظهرها باللسان ولم يعمل بمقتضاها فهو يدخل الجنة بالعفو والشفاعة مع بقاء إيمانه عند الخروج من الدنيا والله يعلم.
* الأصل:
368 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما انقضت القصة فيما بينه وبين طلحة والزبير وعائشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: أيها الناس إن الدنيا حلوة خضرة تفتن الناس بالشهوات وتزين لهم بعاجلها وأيم الله إنها لتغر من أملها وتخلف من رجاها وستورث أقواما الندامة والحسرة بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدين والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا، وبالله إنه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله في معاش دنيا ولا دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمه فأزال ذلك عنهم إلا من بعد تغيير من أنفسهم، وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة وترك مراقبة الله جل وعز وتهاون بشكر نعمة الله لأن الله عز وجل يقول في محكم كتابه: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» «وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال» ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما كسبت أيديهم، فأقلعوا وتابوا وفزعوا إلى الله جل ذكره بصدف من نياتهم وإقرار منهم بذنوبهم وإسائتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذا لأقالهم كل عثرة ولرد عليهم كل كرامة نعمة ، ثم أعاد لهم من صلاح أمرهم ومما كان أنعم به عليهم كل ما زال عنهم وأفسد عليهم.
فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته، استشعروا خوف الله جل ذكره وأخلصوا اليقين، وتوبوا إليه