عليهم الأرض برحبها): أي بسعتها (فلا يردها عماهم عليه) من العقائد الحقة والأعمال الصالحة (شيء مما هم فيه) من العقوبات المذكورة (من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى) من متعلق بيقتلون وما عطف عليه من غير جناية جنوا على من فعل ذلك المذكور من القتل وغيره بهم ومن غير أذى صدر منهم والترة بالكسر التبعة والجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي أو نحوها والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة كما في وعد وعدة.
* الأصل:
348 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما خلق الله عز وجل خلقا أصغر من البعوض والجرجس أصغر من البعوض والذي نسميه نحن الولع أصغر من الجرجس وما في الفيل شيء إلا وفيه مثله وفضل على الفيل بالجناحين.
* الشرح:
قوله: (ما خلق الله عز وجل خلقا أصغر من البعوض، والجرجس أصغر من البعوض، والذي نسميه نحن الولع أصغر من الجرجس) البعوض جمع بعوضة: وهي البقة، والجرجس بالكسر: البعوض الصغار، والمراد بخلقا النوع منه ومن البعوض في قوله «أصغر من البعوض» الكبار فلا ينافي أول الكلام آخره، وفيه تحريك إلى التفكر في أمثال هذا الخلق والانتقال منه إلى عظمة الخالق وقدرته وعلمه المحيط بكل شيء.
* الأصل:
349 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين ابن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن زيد ابن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم»، قال: نزلت في ولاية علي (عليه السلام) قال: وسألته عن قول الله عز وجل: «وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يا بس إلا في كتاب مبين» قال: فقال: الورقة السقط، والحبة: الولد، وظلمات الأرض: الأرحام، والرطب: ما يحيى من الناس، واليابس، وكل ذلك في إمام مبين قال: وسألته عن قول الله عز وجل: «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم» فقال: عنى بذلك أن انظروا في القرآن فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم وما أخبركم عنه قال: قلت: فقوله عز وجل: «وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون»؟ قال: تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن، فقرأ ما قص الله عز وجل عليكم من خبرهم.