شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٢
شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم.
* الشرح:
قوله: (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا) دل على أن الواغلين في زهرات الدنيا كلهم أعداء الله تعالى لربط قلوبهم بها فهم عنه تعالى وعن الآخرة غافلون، والمراد بمعرفته تعالى معرفته بمعرفته الكاملة بقرينة أن أصل المعرفة حاصلة للناس كلهم الا ما شذ مع أن أكثر هم مادون أعينهم إلى الزهرات وإنما يتحقق تلك معرفة تعالى كما ينبغي ومعرفة ما جاء به ومعرفة أوصيائه والتسليم لهم في الأوامر والنواهي ومن حصلت لهم تلك المعرفة كانت له مقامات روحانية وتقربات إلهية وتفضلات ربانية وحالات نورانية ينظرون به إلى أهل الجنة وهم فيها متنعمون وإلى النار وهم فيها مصطرخون فتهون في نظرهم الدنيا وما فيها وكانت الدنيا عندهم أقل مما يطأونه من التراب (ولنعموا بمعرفة الله تعالى) النعم «توانگر شدن» وفعله من باب سمع ونصر وضرب وفي بعض النسخ «وتنعموا» من التنعم وهو الترفه (وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الحنان مع أولياء الله) من الأنبياء والأوصياء والصلحاء والوجه في المشبه به أشهر وإن كان في المشبه أقوى وأوفر لأن التلذذ الروحاني أقوي وأكمل من التلذذ الجسماني والنسبة بينهما كالنسبة بين الروح والبدن (إن معرفة الله عز وجل انس من كل وحشة. انتهى) من في المواضع المذكورة مرافقة عند كما في قوله تعالى «لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا».
وفيه ترغيب في تحصيل المعرفة بذكر بعض فوائدها الأولى أنها أنيس عند كل وحشة لا يستوحش العارف بشيء من الوحشة وأسبابها وهي الهم والخوف والخلوة، وفي كنز اللغة وحشة: «خالي واندوه ورميدگى» الثانية: أنها صاحب عند كل وحدة إذ العارف مع الله ومع الرسول والأوصياء والعلماء وما كان معه من العارف فلا تؤثر فيه الوحدة واعتزال الناس بل هو مستوحش منهم، الثالثة: أنها نور يهتدى به عند كل ظلمة نفسانية وهي الحجب المانعة من الوصول إلى الحق وسلوك سبيله كالجهالات والمهويات النفسانية والشيطانية والشبهات المؤدية إلى الكفر والضلالة. الرابعة:
أنها قوة عند كل ضعف إذا العارف لا يدخل الضعف في قلبه لقوته في المعارف ولا في بدنه لقوته في الأعمال ولا في نطقه لقوته في الأقوال، الخامسة أنها شفاء عند كل سقم نفساني وبدني إذ لا يتطرق إليه الأمراض القلبية والبدنية مثل العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة والأعمال القبيحة (ثم قال (عليه السلام):) للترغيب في الصبر على الإصلاح والسداد والمصائب الثقيلة على النفس (قد كان قبلكم قوم) من الأنبياء والأوصياء والعلماء والصلحاء (يقتلون ويحرفون وينشرون بالمناشير وتضيق
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557