هذا بورع واجتهاد إنه لا ينال ما عند الله إلا بورع واجتهاد وإذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به، أما والله إنكم لعلى ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل وإن كان هؤلاء على دين أولئك فأعينوا على هذا بورع واجتهاد.
* الشرح:
قوله (وليكن همك فيما بعد الموت والسلام) لأن التذكير بهادم اللذات والتخويف بذكره تنفير عن محبة الدنيا والحزن بفواتها وترغيب في محبة الآخرة والعمل لها والحزن بفواتها (فقال: اذهب بي إليهم. انتهى) أمره بذلك لأنه (عليه السلام) كان بدنا عظيم الجثة متكئا عليه والمحبة بينه وبين الشيعة جبلية للتقارب بينهما بحسب الذات والأرواح والصفات كما مر في كتاب الكفر والإيمان وفيه حث على الميل إلى الشيعة والمخالطة بهم وإظهار المحبة لهم (فأعينوا مع هذا بورع واجتهاد) أي فأعينوا بعضكم بعضا بورع عن المعصية واجتهاد في العلم والطاعة أو فأعينوني بذلك وإنما جعل ورعهم واجتهادهم إعانة له (عليه السلام) لأن الأئمة (عليهم السلام) يشفعون لشيعتهم ويدخلونهم الجنة كما دلت عليه الأخبار ولا ريب في أن الورع والاجتهاد مما يعينهم على ذلك لأن قبول الشفاعة في محل قابل أقرب إلى الاستجابة (وإن كان هؤلاء على دين أولئك) كان الإشارة الأولى إلى المخالفين والثانية إلى شيوخهم.
* الأصل:
329 - أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي، عن أبي الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى] لا [يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه.
* الشرح:
قوله: (إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم) أي يقوي القوة السامعة والباصرة لهم كما يقويهما لهم وهم في الجنان (حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم (1) فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه) البريد: الرسول وفي قليل من النسخ حتى يكون بدون لا والمراد فيه بالبريد فرسخان أو اثنى عشر ميلا أو ما بين المنزلين.