شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٠
يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج (1) فبعث إلى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد:
أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرققتك فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخبر مني فكيف أقر لك بما سألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين ابن علي (عليهما السلام) ابن رسوله (صلى الله عليه وآله) فأمر فقتل.
(حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) مع يزيد لعنه الله» ثم أرسل إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال له مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام).
أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس فقال له يزيد لعنه الله: بلى فقال له علي ابن الحسين (عليهما السلام): قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكروه فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع، فقال له يزيد لعنه الله: أولى لك حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.
* الشرح:
قوله: (فقال له يزيد لعنه الله أولى لك) أي هذا القول أولى لك وأنفع من تركه.
314 - الحسين بن محمد الأشعري، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد بن سالم بن أبي مسلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال: حدثني عبد الله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام). إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولابد من معاشرتهما فمن اعاشر؟
فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.
* الشرح:
قوله: (ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا) فيه أن هذا نصب له (عليه السلام) أيضا لأنه رد إمامه ورفض مذهبه وهذا الزيدي نصب للقائل أيضا لذلك ويمكن أن يوجه بأن القضية شخصية كما يشعر به لفظ هذا وأن النصب متوقف على العلم بالرفض وأن هذا الزيدي لم يكن عالما برفض

1 - قوله: (وهو يريد الحج) ذكر العلماء الأصوليون من علائم كذب الخبر عدم تواتر ما من شأنه أن يتواتر ومثلوا لذلك بخبر سقوط المؤذن من المنارة يوم الجمعة في المسجد الجامع إذا لم يتواتر، ووجود بلد عظيم بين بغداد وسرمن رآه لم يره أحد، وسفر يزيد إلى الحجاز لم ينقله أحد ولو كان حقا بتواتر واستوجه العلامة المجلسي (رضي الله عنه) بسهو الراوي واشتباه يزيد بمسلم بن عقبة وهو خلاف عبارة الرواية فإن مسلم بن عقبة لم يكن قريشا، والظاهر سراية السهو إلى المتن أيضا والصحيح ما في مروج الذهب أن مسلم بن عقبة لما نظر إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) سقط في يديه وقام واعتذر منه وأرجعه بتكريم وقيل له رأيناك تسب هذا الغلام وسلفه فلما أتي به إليك رفعت منزلته فقال ما كان ذلك لرأي مني لقد ملىء قلبي منه رعبا (ش).
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست