* الأصل:
76 - وبهذا الإسناد، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي العباس المكي قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن عمر لقي عليا صلوات الله عليه فقال له: أنت الذي تقرأ هذه الآية (بأيكم المفتون) وتعرض بي وبصاحبي؟ قال: فقال له: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) فقال: كذبت، بنو أمية أوصل للرحم منك ولكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم وبني عدي وبني أمية.
* الشرح:
قوله (إن عمر لقي عليا (عليه السلام) فقال له: أنت الذي تقرأ هذه الآية (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون)) أي بأيكم فتن بالسفاهة والجهالة وإنكار الحق. قال القاضي: أيكم فتن بالجنون، والباء زائدة أو بأيكم الجنون على أن المفتون مصدر كالمقتول والمجلود، أو بأي الفريقين منكم الجنون أبفريق المؤمنين أم بفريق الكافرين أي في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم. (تعرض بي وبصاحبي) التعريض خلاف التصريح، تقول: عرضت لفلان وبفلان، إذا قلت قولا وأنت تعنيه، فكأنك أشرت إلى جانب وتريد جانبا آخر.
(فقال أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية) أي في ذم أعمالهم وأفعالهم وتقبيح عقايدهم وأحوالهم صريحا (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) «عسى» للترجي، وإلحاق الضمير به جايز عند أهل الحجاز، و «أن تفسدوا» خبره. (وإن توليتم) اعتراض أي فهل يتوقع منكم إن توليتم أمور الناس وتأمرتم عليهم أو إن توليتم وأعرضتم عن الإسلام أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم تشاجرا على الولاية وتجاذبا لها أو رجوعا إلى ما كنتم في الجاهلية من مقاتلة الأقارب وغيرها، والمعنى: أنكم لضعفكم في الدين وحرصكم على الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك منكم من عرف حالكم، كذا ذكره القاضي وغيره. (فقال كذبت، بنو أمية أوصل للرحم منك) تكذيب الفاسق له باعتبار أنه (عليه السلام) قتل كثيرا من أقاربه في الجهاد.
* الأصل:
77 - وبهذا الإسناد، عن أبان بن عثمان، عن الحرث النصري قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال: ما تقولون في ذلك؟ قلت: نقول: هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، قال: ثم قال: هي والله قريش قاطبة إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال إني فضلت قريشا على العرب وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفرا وأحلوا قومهم دار البوار.