ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها؟ فقال: سبحان الله وأعظم ذلك ألا أخبركم بمن هو شر منه؟ قلت: بلى قال: الناصب لنا شر منه، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان، وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة فيقول:
يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافأ عنك فيدخله الجنة وماله من حسنة وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا فعند ذلك يقول أهل النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
* الشرح:
قوله (فقال سبحان الله وأعظم ذلك) سبحان الله مصدر فعل محذوف وكثيرا ما يقال للتعجب من استماع أمر عظيم وأعظم فعل ماض يقال عظمه وأعظمه إذا فخمه أي عد ترك الصلاة وغيرها أمرا عظيما شنيعا وحمله على اسم التفضيل غير مناسب كما لا يخفى.
(وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب) شفاعة الإخراج من النار جائزة عقلا ودلت عليه الأحاديث والآيات مثل قوله تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) وغيرها ومنعها الخوارج وحكموا بخلود العاصين في النار لأن المعصية عندهم كفر واحتجوا عليه بقوله تعالى (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) وبقوله تعالى (وما للظالمين من حميم) الآية وحملوا الآيات والأحاديث الدالة على الشفاعة على أنها في رفع الدرجات ولا دلالة فيها على ما ذكروه، والآيتان عندنا في الكفار، والمعصية ليست بكفر، وقد دلت عليه تصريح الآيات والروايات. واعلم أن الشفاعات على ما نقله بعضهم خمس:
الأولى لتعجيل الحساب، الثانية للإدخال في الجنة بغير حساب، الثالثة لمنع قوم من النار بعد أن استوجبوها، الرابعة لإخراج العاصي من النار، الخامسة لرفع الدرجات، والظاهر من رواياتنا أنه يجوز للمؤمن الشفاعة في جميع تلك المراتب ولا دلالة في آخر هذا الحديث على تخصيصها بالقسم الرابع، وقال بعض العامة: الأوليان خاصتان بالنبي (صلى الله عليه وآله).
(فعند ذلك يقول أهل النار فما لنا من شافعين) يقولون ذلك تحسرا وتحزنا.
* الأصل:
73 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لنفر عنده وأنا حاضر: ما لكم تستخفون بنا؟
قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال: معاذ لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك فقال: بلى إنك أحد من استخف بي، فقال معاذ لوجه الله أن أستخف بك، فقال له: ويحك أولم تسمع فلانا