شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٥
غير المختون، والغلفة الجلدة التي تزال في الختان، والمعنى أنهم يحشرون غير مختونين، والقصد أنهم يحشرون كما خلقوا أولا لا يفقدون شيئا حتى الغلفة تكون معهم، انتهى.
ويمكن أن يقرأ عزلا بالزاي المعجمة بعد العين المهملة جمع أعزل وهو المنفرد المنقطع، والقصد أنهم يحشرون فريدا وحيدا.
الثانية أنهم بهم، قال ابن الأثير فيه: «يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما» البهم جمع بهيم، وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواء يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور والعرج وغير ذلك وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد في الجنة أو النار، وقال بعضهم: روي في تمام الحديث.
(قيل: وما البهم؟ قال ليس معهم شيء) يعني من أعراض الدنيا وهذا يخالف الأول من حيث المعنى، الثالث والرابعة أنهم جرد مرد جمع أجرد وأمرد، والأجرد الذي لا شعر على بدنه، والأمرد الذي لا شعر على وجهه.
(في صعيد واحد) قيل: الصعيد ما استوى من الأرض، وعن الفراء: هو التراب، وعن ثعلب: هو وجه الأرض، والمراد به هنا الأرض المستوية التي لا عوج فيها ولا أمتا.
(يسوقهم النور ويجمعهم الظلمة) كأن المراد بالنور الإيمان وتوابعه من العبادات لأنها أنوار تسعى بين يدي صاحبها يوم القيامة وهم يمشون على أثرها، وبالظلمة الكفر والشرك ولواحقهما من المعاصي، ونسب الجمع إلى الظلمة لأنها سبب لحيرتهم واجتماعهم فكأنها جمعتهم كما هو شأن الضالين عن الطريق يتحيرون ويجتمعون، ويمكن أن يراد بالنور معناه الحقيقي، وبالظلمة زوال النور، فإذا ظهر النور مشوا، وإذا زال اجتمعوا وسكنوا.
(حتى يقفوا على عقبة المحشر) في المحشر عقبات مخوفة ومنازل مهولة هي عقبات الفرائص ومنازل الأخلاق سمي عقبة لشدة المرور عليها والتخلص من شدايدها، وإليها أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد فإن أمامكم عقبة كؤدا - أي شاقة - ومنازل مخوفة لابد من الورود عليها والوقوف عندها) أراد بها (عليه السلام) منازل الآخرة ومقامات النفوس في السعادة والشقاوة والأهوال الأخروية، وظاهر أنه لابد من ورود تلك المنازل والوقوف عندها إلى حين عبورها خصوصا أصحاب الأعمال القبيحة والملكات الردية والعلائق البدنية فإن وقوفهم بها أطول وشدايدهم فيها أهول ومرورهم عليها أشق وأشكل، ولعل المراد بتلك العقبة عقبة الإيمان ومظالم الخلق، كما يرشد إليه قوله فيما بعد: (يقول الكافر هذا يوم عسر) وقوله (ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولأحد عنده مظلمة) فالكفار في هذه العقبة يسلكون طريق جهنم ومن عنده من المسلمين مظلمة لأحد ولم يقع العفو من المظلوم لم يدخل الجنة حتى يخرج من عهدتها عند الحساب كما سيصرح به ومنه يظهر سر ما مر من أن نشر الدواوين ونصب الموازين
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557