شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٩
ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد والله أعييت، والله ما رفعت به رأسا ولقد استخففت به ومن استخف بمؤمن فبنا استخف وضيع حرمة الله عز وجل.
* الشرح:
قوله (مالكم تستخفون بنا) هذا من حسن عشرته (عليه السلام) ورفقه بالأصحاب في أنه لم يواجه ابتداء أحدا باللوم والعيب فقال مالكم، وأما تصريحه ثانيا فلأن الخراساني عرض نفسه في معرض اللوم وفيه تغيير المنكر والحث على الإحسان بالمؤمن، وإن الاستخفاف به استخفاف بالأئمة (عليهم السلام) والاستخفاف بهم استخفاف بالله تعالى.
(فقام إليه رجل من خراسان فقال معاذ لوجه الله أن نستخف بك) معاذ مصدر بمعنى الالتجاء وهو في أكثر النسخ مرفوع واللام بمعنى «إلى» وفي بعضها منصوب واللام بمعنى الباء أي لنا إلتجاء إلى وجه الله وذاته أو أعوذ بوجه الله معاذا من أن نستخف بك.
(ومن استخف بمؤمن فبنا استخف) قال الفاضل الأسترآبادي: لا يقال يلزم من ذلك أن يستخف بالله فيلزم الكفر. لأنا نقول: المراد بالإستخفاف أن لا يعده عظيما كما يعد شرب الخمر عظيما، والمتقي هو الذي يعد الكل عظيما لأن حاكم الكل هو الله تعالى.
* الأصل:
74 - الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل من علينا بأن عرفنا توحيده، ثم من علينا بأن أقررنا بمحمد (صلى الله عليه وآله) بالرسالة ثم اختصنا بحبكم أهل البيت نتولاكم ونتبرأ من عدوكم وإنما نريد بذلك خلاص أنفسنا من النار، قال: ورققت فبكيت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سلني فوالله لا تسألني عن شيء إلا أخبرتك به، قال فقال له عبد الملك بن أعين: ما سمعته قالها لمخلوق قبلك.
قال: قلت: خبرني عن الرجلين؟ قال: ظلمانا حقنا في كتاب الله عز وجل ومنعا فاطمة صلوات الله عليها ميراثها من أبيها وجرى ظلمهما إلى اليوم، قال - وأشار إلى خلفه - ونبذا كتاب الله وراء ظهورهما.
* الشرح:
قوله (فقال أبو عبد الله (عليه السلام) سلني فوالله لا تسألني عن شيء إلا أخبرتك به) فيه إشارة إلى كمال علمه (عليه السلام) وتكرمه لعبد الرحمن. قال الفاضل المذكور: لما علم (عليه السلام) أن قصده من إظهار الإخلاص ظهور الأذن منه بالسؤال وأن يجيبه من غير تقية قال (عليه السلام) سلني.
(ونبذا كتاب الله وراء ظهورهما) لا يبعد أن يكون هذا كناية عن بعدهما من كتاب الله وعدم العمل بما فيه والتوجه إليه لأن من جعل شيئا وراء ظهره يلزمه أن لا يكون متوجها إليه وأن يبعد عنه.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557