* الأصل:
261 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أشكوا إلى الله عز وجل وحدتي وتقلقلي بين أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وآنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته وأسكنتكم معي واضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبدا.
* الشرح:
قوله: (أشكو إلى الله وحدتي وقلقي. انتهى) القلق محركة الإنزعاج وفي بعض النسخ «تقلقلي» وهو الحركة والاضطراب والطاغية: إما السفاح وهو أول خليفة من العباسية ومدة ملكه أربع سنين وتسعة أشهر وقبض إلى جهنم في حياته (عليه السلام) أو أخوه أبو جعفر المنصور الدوانيقي ومدة ملكه اثنتي وعشرين سنة والتاء للمبالغة.
* الأصل:
262 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال:
أنشد الكميت أبا عبد الله (عليه السلام) شعرا فقال:
أخلص الله لي هواي فما اغرق نزعا ولا تطيش سهامي.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تقل هكذا «فما اغرق نزعا» ولكن قل: «فقد اغرق نزعا ولا تطيش سهامي ».
* الشرح:
قوله: (أنشد الكميت أبا عبد الله (عليه السلام) شعرا): الكميت بن زيد الأسدي الكوفي من أصحاب الباقر (عليه السلام) مات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام) روى الكشي عن حمدويه عن حسان بن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال للكميت: «لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا» وفي رواية اخرى «أن أبا جعفر (عليه السلام) قال له: لا تزال معك روح القدس ما ذببت عنا» (فقال أخلص الله لي هواي) أي حبي لكم أهل البيت (فما أغرق نزعا ولا تطيش سهامي) نزع في القوس: مدها، وأغرق في نزعها استوفى مدها هذا في الأصل ثم استعير للمبالغة في الأمر والانتهاء فيه، وطاش السهم جاز الهدف وأطاشه أماله عن الهدف ولعل المراد بالقوس قوس المحبة، وبالسهم سهمها على سبيل التشبيه، إذا عرفت هذا فنقول:
هذا الكلام يحتمل وجهين: الأول: أن يكون الواو لعطف المنفي على المنفي فدل بحسب المنطوق على عدم الإغراق في نزع قوس المحبة وعدم المبالغة فيها