ويرعو عند الشيب.
* الشرح:
قوله: (من لم يستح من العيب) فينقل قبايح أعماله ورذائل أخلاقه عند الناس ولا يبالي اطلاع الناس عليها (ويخش الله بالغيب) أي لم يخش الله حال كونه متلبسا بالغيب والخفاء فيقول ويعمل في السر ما لا يجوز شرعا أو عقلا وحاله في ذلك كحال المنافق. ويحتمل أن يراد بالغيب القلب أي لم يخش الله بقلبه وإنما يظهر الخشية بلسانه وجوارحه (ويرعو عند الشيب) في القاموس الرعو والرعوة ويثلثان والرعوى ويضم والارعواء والرعياء بالضم: التورع عن الجهل وحسن الرجوع عنه وقد ارعوى، وفي النهاية ارعوى عن القبيح يرعوي ارعواء: إذا انكف عنه وانزجر منه. والشيب بياض الشعر كالمشيب وقال الأصمعي: المشيب: دخول الرجل في حد الشيب.
* الأصل:
272 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال قال: قلت لجميل بن دراج قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه؟ قال: نعم، قلت له: وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال: الشريف من كان له مال] قال [: قلت: فما الحسيب» قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بما له، وغير ماله. قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى.
* الشرح:
قوله: (الشريف من كان له مال) بين ما هو المراد من قوله (صلى الله عليه وآله) «إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه» وليس المراد بيان حقيقة الشريف بدليل أن الشريف يطلق أيضا على من هو شريف في الدين وفي القاموس شرف ككرم شرفا محركة علا في دين أو دنيا (قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بما له وغير ما له) هذا يقوى قول من قال الحسب يكون في الرجل باعتبار أعماله الحسنة وإن لم يكن له آباء لهم شرف وهو حجة على من قال بأنه في الأصل الشرف بالإباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم ويؤيده ما روي من طرق العامة «حسب الرجل دينه ومروءته وخلقه» (قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى) أي التحرز عما يوجب الإثم ومن طريق العامة «الكرم التقوى» وهذا يقرر ما في قوله تعالى «ان أكرمكم عند الله أتقاكم» وليس الغرض بيان حقيقة الكرم وأنه التقوى فقط بدليل أن الكرم يطلق على الجود، ومن أسمائه تعالى الكريم وهو الكريم المطلق لأنه الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه لا يريد الجزاء ولا يرى سبق الاستحقاق.
* الأصل: