بالكفاف ولا يسرفون ولا يقترون ولا يضيعون عمرهم في طلب الزيادة.
* الأصل:
260 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام): مثله وزاد فيه ألا وإن لكل شيء جوهرا وجوهر ولد آدم محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن وشيعتنا بعدنا، حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز وجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يداخلهم زهو لسلمت عليهم الملائكة قبلا، والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة، ولا قرأ في صلاته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير صلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن أخالفه، أنتم والله على فرشكم نيام، لكم أجر المجاهدين وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، أنتم والله الذين قال الله عز وجل: «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين» إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عينان في الرأس وعينان في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك إلا أن الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.
* الشرح:
قوله: (وزاد فيه الأوان لكل شيء جوهرا وجوهر ولد آدم محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن وشيعتنا بعدنا) الجوهر من كل شيء: ما له فضيلة كاملة، ومزية واضحة، وخصلة ظاهرة بها يصطفي ويمتاز عن غيره من أفراد ذلك الشيء كالياقوت في الأحجار مثلا وبذلك يظهر وجه ما ذكر (والله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك) فيأخذونهم أنبياء ورسلا (أو يداخلهم زهو): أي كبر وفخر (لسلمت عليهم الملائكة قبلا) في القاموس رأيته قبلا محركة وكصرد وكعنب أي عيانا ومقابلة (أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين) لأن الشيعة أكياس ينامون على قصد الخير ولذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «حبذا نوم الأكياس» قال المحققون: الأكياس: هم الذين اشتغلت قلوبهم بالحق وتزينت بالمعارف وقالوا: سر ذلك أنهم ينامون على نية ان تقووا به على الطاعة فإذا هم حال النوم في عين الطاعة (أنتم والله الذين قال الله عز وجل «ونزعنا ما في صدروهم من غل إخوانا على سرر متقابلين») الغل: الحقد والحسد والبغض والشبهة في الولاية الحقة وغيرها وأعظم النزع في الدنيا وبعضه في الآخرة ليدخل المؤمن طاهرا خالصا من النقص في الجنة (إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين عينان في الرأس وعينان في القلب) يرون بعيني القلب الحقايق والمعقولات ويميزون بين صحيحها وسقيمها وحقها وباطلها فيتبعون الحق ويتركون الباطل كما يرون بعيني الرأس المبصرات مثل الأضواء والألوان ويميزون بينهما.