شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٣
وبالاجتهاد في الأعمال الصالحة وتزكية النفس ليكون له تحصيل النجاة لهم أيسر وأسهل وفي بعض النسخ فأعينوني (ومن ائتم منكم بعبد فيلعمل بعمله) ليتحقق معنى الإيتمام ويبعد عن الهزء والنفاق والشقاق (وأنتم شيعة الله وأنتم) أنصار الله أي أولياؤه وأنصاره في دينه وأصل الشيعة من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة (وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة) لعل المراد أنتم السابقون الأولون إلى قبول الولاية والتصديق بها عند التكليف الأول في العالم الروحاني الصرف، وأنتم السابقون الآخرون إلى قبولها عند التكليف الثاني في عالم الذر والسابقون في الدنيا إلى الوفاء بالعهد والمتابعة والسابقون في الآخرة إلى دخول الجنة وقيل السابقون الأولون إشارة إلى قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) والسابقون الآخرون إشارة إلى قوله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان) إن الذين هم اتبعوا السابقين الأولين بإحسان (والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم) دل على أن الشيعة أكثر من غيرهم في الجنة ويمكن أن يراد بها الراحة والسعة والفضيلة فيدل على أن مرتبتهم أشرف المراتب وهذا أنسب بما بعده - كل مؤمنة حوراء عيناء) في النهاية الحور العين نساء أهل الجنة واحدتهن حوراء وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها والعيناء الواسعة العين.
(وكل مؤمن صديق) هو فعيل للمبالغة في الصدق وهو الذي يصدق قوله فعله (يا قنبر أبشر وأبشر واستبشر) بشرت به كعلم وضرب وأبشرت فرحت وسررت وبشرته تبشيرا فرحته وسررته بأخبار ما يوجبهما واستبشرت فرحت وسررت مع اظهارهما بطلاقة الوجه ونحوها (إلا وأن لكل شيء عزا وعز الإسلام الشيعة) لأنهم سبب لعزه وقوته ولولاهم لذل الإسلام واحتقر (ودعامة الإسلام الشيعة) لأن الإسلام بهم قائم كقيام الخيمة بالدعامة وفيه مكنية وتخييلية (وذروة الإسلام الشيعة) ذروة الشيء بالضم وبالكسر أشرف مواضعه وأعلاه والشيعة أعلى درجة في الإسلام لا تصافهم بالإيمان يعلو ولا يعلى عليه (وشرف الإسلام الشيعة) الشرف محركة العلو والمكان العالي والشيعة سبب لشرف الإسلام وعلوه ولو لا الشيعة لكان الإسلام مخفوضا موضوعا (وسيد المجالس مجالس الشيعة) السيد الشريف والفاضل والكريم والرئيس والمقدم ذوالفضيلة وكل هذه الخصال لمجالس الشيعة باعتبار أهلها (وإمام الأرض تسكنها الشيعة) الإمام ما يؤتم به ويقصد إليه من رئيس وغيره والمجالس كلها ينبغي لها الاقتداء بمجالس الشيعة باعتبار شرافة أهلها وكونها محلا للمعرفة والفضل والإيمان (والله لو لا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا) أي بعيني، والعشب: الكلأ ما دام رطبا ولا يقال له حشيش حتى يهيج والظاهر أن «ما» في لو لا ما زائدة ويحتمل أي يراد به شيء أي أحد أو الإيمان أو عبادة وطاعة (والله لو لا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات) من الرزق وغيره لإحاطة غضب الله تعالى حينئذ
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557