وعدم طيش سهم المحبة عن الهدف إلى الغلو مثلا وبحسب المفهوم على أنه لو أغرق طاش سهم المحبة عن الهدف فلذلك لم يغرق، والثاني أن يكون الواو للحال عن فاعل أغرق ويكون النفي راجعا إلى القيد فيدل على أنه أغرق وطاش السهم لأجل إغراقه ولما كان في الأول نقص في إظهار المحبة من وجهين: الأول: عدم المبالغة في المحبة، والثاني: جواز سهم المحبة عن الهدف على تقدير المبالغة فيها وفي الثاني نقص بالوجه الثاني غير (عليه السلام) عبارته ليندفع كلا النقصين (فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تقل هكذا فما أغرق نزعا ولكن قل فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي) وهذا أبلغ وأكمل في مقام إظهار المحبة حيث دل على عدم طيش سهمهما مع المبالغة فيها ومد قوسها على حد الكمال هذا ما خطر بالبال على سبيل الاحتمال والله يعلم حقيقة الحال.
* الأصل:
263 - سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن، عن أبي داود المسترق، عن سفيان بن مصعب العبدي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: قولوا لام فروة تجييء فتسمع ما صنع بجدها قال: فجاءت فقعدت خلف الستر ثم قال: أنشدنا قال: فقلت:
«فرو! جودي بدمعك المسكوب» قال: فصاحت وصحن النساء فقال أبو عبد الله (عليه السلام): الباب الباب فاجتمع أهل المدينة على الباب قال: فبعث إليهم أبو عبد الله (عليه السلام) صبي لنا غشيء عليه فصحن النساء.
* الشرح:
قوله: (عن سفيان بن مصعب العبدي) شاعر كوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام) وفي رواية قال له (عليه السلام): قل شعرا تنوح به النساء، وفي أخرى قال (عليه السلام): «يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله» (فقال: قولوا لأم فروة) قال الأمين الإسترابادي: أم فروة: من بنات الصادق (عليه السلام) كما صرح به في أعلام الورى وغيره (فرو جودي) أي يا فروة فحذف حرف النداء والهاء للترخيم (الباب الباب) أي أغلقوا الباب أو احفظوه (فبعث إليهم أبو عبد الله (عليه السلام) صبي لنا غشى فصحن النساء) النساء بدل من الضمير، قيل: هذا القول إما للتقية أو لبيان الواقع في تلك الساعة من صيحتهن أو المراد بالصبي من صار شهيدا في كربلا في حجر الحسين (عليه السلام) بسهم العدو.
* الأصل:
264 - سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حفر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخندق مروا بكدية فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعول من يد أمير المؤمنين (عليه السلام) - أو من يد سلمان (رضي الله عنه) - فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر، فقال أحدهما لصاحبه: