شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٤
بأهل الأرض جميعا وفيه دلالة على أن أصابتهم الطيبات بالعرض وباعتبار وجود المؤمن (ما لهم في الدنيا ولا في الآخرة من نصيب) أما في الآخرة فلا نصيب لهم أصلا وأما في الدنيا فلا نصيب لهم بالذات ويحتمل أن يكون جملة دعائية (كل ناصب وإن تعبد واجتهد) في العبادة كما وكيفا والمراد بالناصب هنا أهل الخلاف جميعا (منسوب إلى هذه الآية) ومصداق لها (عاملة ناصبة) تعمل وتتعب في أعمال غير نافعة يوم ينفع العاملين أعمالهم (تصلى نارا حامية) أي تدخل نارا متناهية في الحرارة والإحراق ثم أكد ذلك بقوله (كل ناصب مجتهد فعمله هباء) الهباء: التراب وهو في الأصل ما ارتفع من تحت سنابك الخيل والشيء المنبث الذي تراه في ضوء الشمس شبه به أعمالهم في انتشارها وعدم تصور النفع (فيها شيعتنا ينطقون) في الولاية والأحكام وغيرهما (بنور الله عز وجل) أي بعمله المنزل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) (ومن خالفهم ينطق) (1) فيما ذكر (بتفلت) أي فجأة من عند أنفسهم بلا رؤية واستناد إلى أصل متحقق وفي النهاية التفلت التعرض للشيء فجأة ومنه حديث عمر «إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها» أراد بالفلتة: الفجأة، ومثل هذه البيعة جدير بأن تكون هيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقى، والفلتة: كل شيء وفعل من غير روية وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر، وقيل: أراد بالفلتة: الخلسة أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس ولذلك كثر فيها التشاجر فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا.
فانظر رحمك الله كيف أنطق الله لسان ذلك الرجل بالحق ليكون حجة عليه وعلى من تبعه (والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله روحه إلى السماء فيبارك عليها) أي يديم عليها ما أعطاها من التشريف والكرامة أو يزيدهما لها (جعلها في كنوز رحمته) أي جعلها مدخرة تحت رحمته ليردها إليه يوم البعث كما يدخر المال تحت الأرض (وفي رياض جنته) هي إما الجنة المعروفة أو جنة في الدنيا معدة لأرواح المؤمنين كما مر مثله (وفي ظل عرشه) أي ظل رحمته أو في كنفها وهو كناية عن القرب حتى كان الرحمة ألقت الظل عليها ويحتمل أن يراد بالعرش: العرش الجسماني وقد مر (وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة) الأمنة: جمع الأمين وهو الحافظ ( ليردها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه) قال الله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليه الموت فيرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (وإن فقراءكم لأهل الغنى) يحسبهم الناس أغنياء من التعفف لغناء نفوسهم الشريفة عن السؤال أو المراد به الغناء الأخروي لتحصيلهم أسباب الآخرة (وإن أغنياءكم لأهل القناعة) يقنعون

1 - كذا.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557