العظيم المنسوبون إلى أصل واحد وشعبت القوم شعبا من باب منع جمعتهم وفرقتهم فيكون من الأضداد فالجمع باعتبار جمع كل شعب لأولاده والتفريق باعتبار تميز كل شعب من آخر ويقال أنساب العرب أنقسم ست مراتب: شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة بفتح العين وكسرها، ثم بطن، ثم فخذ، ثم فصيلة، فالشعب: هو النسب الأول كعدنان فهو بمنزلة الجنس يندرج فيه سائر المراتب، والقبيلة: ما انقسم فيه أنساب الشعب، والعمارة: ما انقسم فيه أنساب القبيلة، والبطن: ما انقسم فيه أنساب العمارة، والفخذ: ما انقسم فيه أنساب البطن، والفصيلة: ما انقسم فيه أنساب الفخذ، فخزيمة شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة، وقيل:
الشعوب بطون العجم، والقبايل بطون العرب، وقيل: الشعوب باعتبار المدينة والبلد مثل مكي ومدني وغيرهما، والقبايل باعتبار الآباء كالتميمي والهاشمي وغيرهما (لتعارفوا) أي ليعرف بعضكم بعضا لا للتفاخر بالآباء (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) هو من يكون دينه ومروءته وعقله على حد الكمال.
* الأصل:
204 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما ولى علي (عليه السلام) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني والله لا أرزؤكم من فيئكم درهما ما قام لي عذق بيثرب فلتصدقكم أنفسكم أفتروني مانعا نفسي ومعطيكم؟
قال: فقام إليه عقيل فقال له: والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواء؟! فقال: اجلس أما كان ههنا أحد يتكلم غيرك وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوى.
* الشرح:
قوله: (ثم قال: إني والله لا أرزؤكم من فيئكم درهما ما قام لي عذق بيثرب) رزأه ماله كجعله وعلمه رزءا بالضم: أصاب منه شيئا وأخذه، والفيء: الغنيمة والخراج، والعذق بالفتح: النخلة بحملها، وبالكسر: العرجون بما فيه من الشماريخ (فلتصدقكم أنفسكم) أي فلتكن قلوبكم موافقه لألسنتكم في الجواب ولا تقولوا بأفواهكم ما ليس في قلوبكم (أفتروني مانعا نفسي ومعطيكم) ممن لا يستحق أو زائدا عما تقضية القسمة الشرعية وفيه قطع لطمعهم عن الجور في القسمة ضرورة أن الجائر يقدم نفعه على نفع غيره فعدم الأول يدل على عدم الثاني (قال: فقام إليه عقيل فقال له: والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواء) كأنه أراد بالأسود من اعتقه عمار فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأعطى مولاه وساير المسلمين ثلاثة دنانير كما مر في شرح الأصول وفيه دلالة على سوء أدب