شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٣٢
(من رحيق مختوم) الرحيق: الخمر، والمراد بها خمر الجنة، والمختوم المصون الذي لم يتبدل لأجل ختامه (فيه آنية مثل نجوم السماء وأكواب مثل مدر الأرض). من طرق العامة عنه صلى الله عليه وآله قال: «حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا» وفي الآخر: «والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من نجوم السماء» أقول: الكوب كوز لا عروة له أو لا خرطوم له، والآنية جمع الإناء والأواني جمع الآنية، والتشبيه في العدد والصفاء لا في الجرم لأن ما للنجوم من المساحة أكثر من مساحة الحوض، وهذا يحتمل أن يكون كناية عن الكثرة كما قيل في قوله تعالى (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) ومنه قولهم كلمته في هذا ألف مرة وهو من باب المبالغة المعروف لغة ولا يعد كذبا لكن يشترط في جوازه أن يكون المكنى عنه بذلك كثيرا في نفسه ويحتمل الحقيقة أيضا.
لا يقال: لا يحتملها لأن مقدار الحوض من بكة إلى مطلع الشمس فلا تسع أطرافه آنية بعدد مدر الأرض.
لأنا نقول: إن ما يشرب به منها يذهب ويخلق غيره فلا يلزم أن يكون هذا العدد موجودا مجتمعا في أطرافه، أو نقول: إنها بأيدي الملائكة عليهم السلام، والله أعلم.
(عذب فيه من كل شراب) من أشربة الجنة إما بطريق المزج والتركيب أو بأن يكون في كل ناحية منه شراب خاص، والأول أظهر.
(وطعم كل ثمار في الجنة) يحتمل أن يجده الذايقة منفردا أو مركبا (من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا) أي لم يعطش. مثله في طريق العامة قال الأبي في كتاب إكمال الإكمال: هذا يدل على أن الشرب منه بعد الحساب وبعد الدخول في الجنة لأنه الذي لا يعطش، وقيل: لا يشرب منه إلا من لا يدخل النار، وقال العياض: الظاهر أن كل الأمة يشرب منه إلا المرتد ثم من يدخل النار بعده يحتمل أن لا يعذب فيها بالعطش بل بغيره.
(وذلك من قسمي له وتفضيلي إياه) على ساير الرسل، في القاموس: القسم: العطاء وفي لفظة «من» دلالة على أن هذا بعض من عطاياه الكثيرة وتفضلاته الجزيلة.
(على فترة بينك وبينه) الفترة ما بين الرسولين وهي ههنا خمسمائة عام عندنا وستمائة عام عندهم كما مر في حديث نافع (يوافق سره علانيته) مع الله ومع الخلق كلهم وهو أعظم أركان الإيمان ينتفي الإيمان بانتفائه رأسا (وقوله فعله) التوافق بين القول والفعل دائما في الأمور الحقة دليل على حد الكمال في القوة النظرية والعلمية، والتخالف بينهما دليل على الفساد في القوة العقلية (لا يأمر الناس إلا بما يبدأهم به) تأكيدا للسابق ودليل على أن الأمر بالشيء ينبغي أن يكون فاعلا له لئلا يتوجه إليه التوبيخ والذم والمقت في قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وقوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وفيه مفاسد كثيرة ذكرنا بعضها في كتاب العلم (دينه الجهاد في عسر ويسر)
(١٣٢)
مفاتيح البحث: الإرتداد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557