شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٣١
رضاه (فطوبى له ثم طوبى له، له الكوثر) قيل: هو نهر في الجنة، وقيل الخير: الكثير من العلم والعمل وشرف الدارين، وقيل: أولاده وعلماء أمته، وقيل: القرآن والمشهور أنه حوض فيها أو في خارجها ويؤيده أن جماعة يطردون منها وهم لا يدخلون الجنة وهو فوعل من الكثرة والواو زائدة ومعناه الخير الكثير (والمقام الأكبر) من مقام جميع الرسل (في جنات عدن) قيل جنة عدن اسم لمدينة الجنة فيها جنان كثيرة هي مسكن الأنبياء والعلماء والشهداء وأئمة العدل والناس سواهم في جنات حواليها، وقد مرت.
(يعيش أكرم من عاش) لكونه أكمل في القوة النظرية والعملية والأعمال البدنية والقلبية، والكرامة وحسن العيش تتفاوت بحسب تفاوتها (ويقبض شهيدا) سمته يهودية بشاة مسمومة وكفاه الله تعالى من ذلك السم وشفاه لكن بقي فيه شيء منه وقتله بعد حين ولذلك قال العلماء إن الله سبحانه قد جمع له بذلك بين كرم النبوة وفضل الشهادة.
(له حوض أكبر من بكة إلى مطلع الشمس) الظاهر أنه الكوثر المذكور مع احتمال أن يكون غيره وأن يراد بالكوثر المعنى الأول أو غيره من المعاني المذكورة، وقد ثبت أن له (صلى الله عليه وآله) حوضا في الآخرة، من طرق الخاصة والعامة، رواه مسلم عن سبعة عشر صحابيا ورواه غيره عن عشرة غيرهم، عنه (صلى الله عليه وآله) قال عياض: الإيمان به واجب والتصديق به من الإيمان.
إذا عرفت هذا فنقول: لم يتبين أن هذا المقدار من جهة الطول أو من جهة العرض ولكن مر في كتاب الحجة في باب فرض الكون مع الأئمة (عليهم السلام) أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «عرضه ما بين صنعاء إلى أيلة فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم» فهذا يدل على أن المراد بالمقدار في هذا الخبر هو الطول، ولو جعل هذا أيضا تحديدا للعرض وقع الاختلاف بينهما، اللهم إلا أن يقال:
المقصود منهما هو الكناية من السعة لا على التقدير المحقق، وجاء في بعض روايات العامة: أن زواياه سواء، قال عياض: قام البرهان على أن تساوي الزوايا ملزوم لتساوي الأضلاع فهو على هذا مربع متساوي الأضلاع، أقول: هذا غلط ظاهر لأن تساوي الزوايا لا يستلزم تساوي الأضلاع كما في المستطيل، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الناس عن إبله، وقالوا يا رسول الله تعرفنا قال نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ولتصدن عني طائفة منكم فلا تصلون فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول: فهل تدري ما أحدثوا بعدك» انتهى، أقول لعل من خالفنا عموا وصموا فلم يروا ولم يسمعوا أمثال هذا الخبر حتى حكموا بكفر من حكم بكفر واحد من الصحابة ولم يجوزوا أن تكون خلافة الثلاثة مما أحدثوا. يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء إلى سواء السبيل وقد ذكرنا كثيرا من رواياتهم الدالة على كفر كثير من الصحابة في كتاب شرح الأصول وسنذكر جملة أخرى منها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557