شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٢٩
بينهما غاية الكمال فلذلك خصه بهذا اللقب (فهو أحمد) كما نطق به القرآن الكريم: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) (صاحب الجمل الأحمر) وصفه بهذا وغيره من الأوصاف ليعرفوه بها عند ظهوره (والوجه الأقمر) أي الأبيض، اسم تفضيل من القمرة بالضم وهي لون إلى الخضرة أو بياض فيه، وفيه تشبيه لوجهه بالقمر في النور والضياء.
(المشرق بالنور) أي بنور الظاهر لكمال حسنه أو الأعم منه ومن نور الباطن وهو العلم والحكمة وقد وجد فيه جميع جهات الحسن، الطاهر القلب لخلو قلبه عن جميع المقابح واتصافه بجميع المحاسن من أول العمر إلى آخره.
(الشديد البأس) على الكافرين والبأس الشدة والقوة والشجاعة (الحي المتكرم) لا يرتكب شيئا من الرذايل والقبايح حياء ولا يترك شيئا من المحاسن والمحامد تكرما ويعفو عن حقه تفضلا (فإنه رحمة للعالمين) باعتبار أنه يرشدهم إلى صراط مستقيم أو أنه سبب لرفع العقوبة الدنيوية عن أمته مثل المسخ وغيره أو أنه سبب لإيجاد العالم كما ورد «لولاك لما خلقت الأفلاك» أو أنه سبب لنجاة الخلائق يوم القيامة (وسيد ولد آدم) هذا أعم من السابق والسيد الفائق قومه المفزوع إليه في الشدائد وهو صلى الله عليه وآله كذلك في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فلأن أصل وجود الممكنات لوجوده وكل من لحقته فتنة من الأنبياء توسلوا به فرفعها عنهم، وأما في الآخرة فلأن آدم ومن دونه تحت لوائه وله المقام المحمود ومقام الشفاعة ومقام الوسيلة وهذه المنزلة ليست لأحد غيره.
(يوم يلقاني) بالرحمة والرضوان.
(أكرم السابقين علي) وهم الأنبياء والمرسلون لنور ذاته وشرف صفاته فله من الإحسان حظ أكثر ومن الإكرام نصيب أوفر (وأقرب المرسلين مني) فضلا عن غيرهم لأن ذاته أكمل وأتم وصفاته أفضل وأعظم فله من القرب منزلة أرفع وأعلى ومرتبة أدل وأدنى، وقد روي أن جميع الخلائق في طلب المنزلة والإكرام يرجعون إليه وفي دفع الخوف والعقوبة يلوذون بين يديه، ولولا شفاعته لم يدخل أحد دار السلامة ولم ينج من الحسرة والندامة ولم يستحق منزلة القرب والكرامة.
(العربي الأمين) الأول في النسب، يقال: رجل عربي إذا كان ثابت النسب، والثاني في الشرف والحسب بحسب الذات والصفات فصار أمينا محل الاعتماد عليه في أمور الدين والدنيا وإظهار الحق وإبطال الباطل (الديان بديني) الدين: الطريقة الشرعية والصراط المستقيم الذي وضعه الله لعباده، والدين أيضا مصدر بمعنى التعبد يقال: دان بالإسلام دينا - بالكسر - أي تبعد به وتدين به كذلك، فهو دين وديان للمبالغة.
(الصابر في ذاتي) لصبره على العبادات يحمله للمشقات وما وصل إليه من لئام الأمة وجهالها من النوائب والمصائب في ذات الله تعالى وطلبا لمرضاته (المجاهد المشركين بيده عن ديني) جهاده مع المشركين مشهور وفي كتب السير والأخبار مذكور وحروبه معهم كثيرة وقد حضر فيها مع قلة المؤونة والمعين بنفسه المقدسة إلا
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557