شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٣٤
والتمثيل أو المراد باليد يد الرسول (صلى الله عليه وآله) أضيفت إليه تعالى للتشريف والتعظيم وهو مروي.
(ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) أي من نقض العهد فإنما ينقضه على نفسه لعود ضرره إليه لا إلى غيره. (ومن أوفى بما عاهد عليه) من الإيمان به والعمل بما جاء به ونصرته في الحروب بالنفس والمال (أوفيت له بالجنة) يقال وفى بالعهد وأوفى ووفى إذا أتمه وأكمله وأتى به كما هو حقه.
(فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا يدرسوا كتبه) درس الرسم عفى، ودرسه الريح لازم متعد، والضمير في كتبه راجع إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، والجمع إما للتعظيم أو لاشتمال كتابه على جميع ما في الكتب السابقة أو أريد به القرآن وغيره ومما كتبوه سماعا منه (صلى الله عليه وآله) (ولا يحرفوا سنته) من التحريف لا من الإحراق كما في بعض النسخ (وأن يقرئوه السلام) في القاموس: قرأ عليه السلام بلغه كأقرأه، ولا يقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا (فإن له في المقام شأنا من الشأن) أي في مقام الشفاعة أو مقام القرب أو مقام القيامة أو مقام ظهوره (عليه السلام) والشأن: الخطب والأمر والحال، والتنكير للتعظيم.
(يا عيسى كل ما يقربك مني) من الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة والحكم البالغة والعلوم النافعة (فقد دللتك عليه) وهديتك إليه فخذها إليك (وكل ما يباعدك مني فقد نهيتك عنه فارتد لنفسك) أي اطلب لنفسك ما هو خير لك من هذين الأمرين، وارتد: أمر من الارتياد وهو طلب الشيء بالتفكر فيه مرة بعد أخرى كالرود والرياد، ومنه المراودة.
(يا عيسى إن الدنيا حلو) الحلو بالضم: نقيض المر، إشارة به إلى وجه اغترار الناس بالدنيا وانخداعهم منها لحلاوة متاعها وزهراتها في بادي نظرهم فمالت إليها نفوسهم، وأما عند أولي الأبصار فهي مخلوطة بالأكدار أو آيلة إليها وما من أحد يتعرض لها إلا ويجدها متضمنة لمكاره شديدة ويجد في حلاوتها مرارة كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذمها.
(وقد أمر) أي صار مرا منها ما كان حلوا وكدر منها ما كان صفوا.
(وإنما استعملتك فيها) أي طلبت العمل منك فيها للآخرة (فجانب منها ما حذرتك منه) لأنه مع كونه معصية موجبة للبعد عن سبيل الحق والعمل للآخرة (وخذ منها ما أعطيتك عفوا) أي بغير مسألة تقول: أعطيته عفوا أي بغير مسألة وهو دليل على كمال العناية والشفقة وترغيب في الأخذ به.
(يا عيسى انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطىء) أي كما أن ذلك العبد ينظر في ذنبه ويتذلل ويتملق عند مولاه لعله يتجاوز عن تقصيره فانظر أنت أيضا في عملك وعد نفسك مقصرة فيه وتذلل عند مولاك الحق طلبا للتجاوز عن تقصيرك (ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الريب) أي الشك والتهمة في تقصيره فيه بل ظن أنه أتى به بقدر الإمكان، وفي بعض النسخ: «بمنزلة الرب»
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557