شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٣٦
لترك الدنيا والرضا بالمقدر.
(واعلم أن رأس كل خطيئة أو ذنب هو حب الدنيا) الخطايا والذنوب كلها - مثل الكبر والحرص والحسد والزنا والرئاسة والعداوة والقتل وترك الأوامر للراحة وفعل المناهي للشهوة وغير ذلك - تابعة لحب الدنيا منبعثة من الميل إليها والخطيئة أعم من الذنب لأن ترك الأولى وخلاف المروة خطيئة وليس بذنب وفيه زجر عن حب الدنيا والركون إليها، وبالغ فيه فقال: (فلا تحبها فإني لا أحبها) لأن العاقل المحب لله تعالى لا يحب ما لا يحبه ويبغضه، ومن وجوه عدم حبه تعالى للدنيا أنه لا يعصى إلا فيها، وأنها تخدع عباده بزهراتها وتمنعهم عما يوجب القرب منه.
(يا عيسى أطب لي قلبك) أمره بتفريغ قلبه عما سواه وتطهيره عن الأخلاق الذميمة وتقويته بالأخلاق الفاضلة (وأكثر ذكري في الخلوات) لأنه في الخلوة أقرب إلى القبول والكمال وأبعد من الرياء والسمعة والاختلال وإلا فذكره مطلوب في جميع الأحوال، ولما كان الذكر أصلا لكل ما يتقرب به أمر به وبإكثاره مكررا.
(واعلم أن سروري أن تبصبص إلي) التبصبص: التملق يقال: تبصبص الكلب بذنبه إذا حركه، وإنما يفعل ذلك من خوف أو طمع، ونسبة السرور إليه تعالى باعتبار إرادة لازمة وهو الرضا وإضافة الخيرات (كن في ذلك حيا ولا تكن ميتا) أراد به حياة النفس بالتوجه إليه والاشتغال به عن غيره.
(يا عيسى لا تشرك بي شيئا) نهاه عن الشرك الجلي والخفي كمتابعة الهوى، إن الشرك لظلم عظيم (وكن مني على حذر) أمره بالحذر من عقوبته وخذلانه لأنه تعالى رقيب عليه يعلم سراير قلوبه كما يعلم ظواهر أعماله فوجب الحذر منه والتحرز من مخالفته.
(ولا تغتر بالنصيحة) أي بنصيحتي لك وخطابي إياك كما يغتر جليس السلطان بخطابه أو بالعمل بنصيحتي كما يغتر العامل بعمله ويعجب به فإن ذلك يفسده، وفي بعض النسخ بالصحة.
(ولا تغبط نفسك) أي لا تتمن نفسك ما في يد أهل الدنيا من متاعها من الغبطة وهي تمني نعمة لا تتحول عن صاحبها وفعلها من باب ضرب وسمع أو لا تفرح بمتاع الدنيا ومنه الاغتباط وهو الابتهاج بالحال الحسنة والسرور بها (فإن الدنيا كفيء زايل) نفر عن الدنيا بتشبيهها بالفيء في سرعة الزوال أو في أنه ليس بشيء ثابت حقيقة أو في الاستظلال به قليلا ثم الارتحال عنه كالمسافر أو في أنه يزول بالتدريج ويفنى آنا فآنا ويرى ساكنا والدنيا كذلك.
(وما أقبل منها كما أدبر فنافس في الصالحات جهدك) المراد بما أقبل الزمان المستقبل، شبهه بما أدبر وهو الزمان الماضي في الانقضاء وعدم البقاء أو في عدم الاقتدار على العمل فيه أو في عدم وجودك فيه، فارغب في الأعمال الصالحة بقدر الطاقة والمكنة في الآن الذي أنت فيه وهو عمرك حقيقة أو المراد به الآن المذكور، والوجه هو الأول والعاقل
(١٣٦)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557