وان قلوا وكثر الأعداء، وتقديم العسر لتقدمه في الواقع.
(ينقاد له البلاد) أي أهلها، على حذف المضاف أو إطلاق المحل على الحال (ويخضع له صاحب الروم) مع كثرة عساكره وهو من باب ذكر الخاص بعد العام (على دين إبراهيم) أي على أصول دينه وآدابه المستمرة (يسمي عند الطعام) هي سنة مؤكدة روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن الرجل إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده فقال: بسم الله والحمد لله رب العالمين، غفر الله عز وجل له قبل أن تصل اللقمة إلى فيه» (ويفشي السلام) كان (صلى الله عليه وآله) يسلم على كل من لقي من صغير وكبير ووضيع وشريف لحسن خلقه (ويصلي والناس نيام) كثرة صلاته حتى تورمت قدماه مشهورة (له كل يوم خمس صلوات متواليات) يجيء بعضها بعد بعض بعدية مخصوصة (ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار) المراد به النداء بالأذان والإقامة، والشعار بالكسر: نداء في الحرب يعرف به أهلها ومنه أنه (صلى الله عليه وآله) جعل شعارهم يوم بدر: يا نصر الله اقترب اقترب، ويوم أحد:
يا نصر الله اقترب، وكانت هذه الكلمة علامة بينهم بها يتعارفون.
(يفتتح بالتكبير ويختم بالتسليم) ظاهره وجوب التسليم وخروج النية (ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها) صف القدمين أمر مطلوب في الصلاة وهو كما يفهم عن بعض الأخبار وضع إحداهما جنب الأخرى بحيث يكون البعد بينهما قدر شبر أو أربع أصابع مضمومة ويكون رؤوس أصابعهما نحو القبلة وقوله «كما تصف الملائكة» تأكيدا في الحض عليه.
(ويخشع لي قلبه ورأسه) أريد بخشوع القلب دوام ذكره وانقياده والاعتقاد بعجزه وحاجته، وبخشوع رأسه تطامنه أو خشوع لسانه ودوام اشتغاله بالدعاء والتضرع وبسط الحاجة ونحو ذلك أو خشوع قواه الباطنة لأنها في الرأس.
(النور في صدره) أي نور العلم والإيمان (والحق على لسانه) أي الكلام الحق والصدق لا يكذب قط صغيرا وكبيرا (وهو على الحق حيث ما كان) دوامه على جنس الحق أو على جميع أفراده يستلزم دوامها فيه وهو يستلزم عدم تطرق شيء من الباطل في وقت من الأوقات إليه.
(أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به) من إجراء أحكام دينه وحدوده والاشتغال بهداية الناس والجهاد مع الكفار وغير ذلك، والبرهة تضم الزمان الطويل أو أعم وهو مع كونه بيانا للواقع تنبيه على عظم نعمائه تعالى عليه حيث أنه رباه من هذه الحالة إلى حالة خضعت له بها قلوب الخلائق وأعناق الجبابرة.
(تنام عيناه ولا ينام قلبه) لكونه محلا للوحي ومشغولا بالرب ومحفوظا عن الحدث. وظاهره أن هذه الحالة كانت له قبل البعثة وبعدها وأمكن تخصيصها بما بعدها، وهذا مذكور في كتاب الحجة أيضا وشرحناه هناك على وجه يندفع التنافي بينه وبين ما رواه المصنف في كتاب الصلاة في باب من نام عنها من أنه (صلى الله عليه وآله) نام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس.
(له الشفاعة) لأمته وللأمم السابقة (وعلى أمته تقوم الساعة) إذ لا نبي بعده (ويدي فوق أيديهم) عند بيعتهم وعهدهم معه، وهذا من باب التخييل