شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٣٣
وان قلوا وكثر الأعداء، وتقديم العسر لتقدمه في الواقع.
(ينقاد له البلاد) أي أهلها، على حذف المضاف أو إطلاق المحل على الحال (ويخضع له صاحب الروم) مع كثرة عساكره وهو من باب ذكر الخاص بعد العام (على دين إبراهيم) أي على أصول دينه وآدابه المستمرة (يسمي عند الطعام) هي سنة مؤكدة روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن الرجل إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده فقال: بسم الله والحمد لله رب العالمين، غفر الله عز وجل له قبل أن تصل اللقمة إلى فيه» (ويفشي السلام) كان (صلى الله عليه وآله) يسلم على كل من لقي من صغير وكبير ووضيع وشريف لحسن خلقه (ويصلي والناس نيام) كثرة صلاته حتى تورمت قدماه مشهورة (له كل يوم خمس صلوات متواليات) يجيء بعضها بعد بعض بعدية مخصوصة (ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار) المراد به النداء بالأذان والإقامة، والشعار بالكسر: نداء في الحرب يعرف به أهلها ومنه أنه (صلى الله عليه وآله) جعل شعارهم يوم بدر: يا نصر الله اقترب اقترب، ويوم أحد:
يا نصر الله اقترب، وكانت هذه الكلمة علامة بينهم بها يتعارفون.
(يفتتح بالتكبير ويختم بالتسليم) ظاهره وجوب التسليم وخروج النية (ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها) صف القدمين أمر مطلوب في الصلاة وهو كما يفهم عن بعض الأخبار وضع إحداهما جنب الأخرى بحيث يكون البعد بينهما قدر شبر أو أربع أصابع مضمومة ويكون رؤوس أصابعهما نحو القبلة وقوله «كما تصف الملائكة» تأكيدا في الحض عليه.
(ويخشع لي قلبه ورأسه) أريد بخشوع القلب دوام ذكره وانقياده والاعتقاد بعجزه وحاجته، وبخشوع رأسه تطامنه أو خشوع لسانه ودوام اشتغاله بالدعاء والتضرع وبسط الحاجة ونحو ذلك أو خشوع قواه الباطنة لأنها في الرأس.
(النور في صدره) أي نور العلم والإيمان (والحق على لسانه) أي الكلام الحق والصدق لا يكذب قط صغيرا وكبيرا (وهو على الحق حيث ما كان) دوامه على جنس الحق أو على جميع أفراده يستلزم دوامها فيه وهو يستلزم عدم تطرق شيء من الباطل في وقت من الأوقات إليه.
(أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به) من إجراء أحكام دينه وحدوده والاشتغال بهداية الناس والجهاد مع الكفار وغير ذلك، والبرهة تضم الزمان الطويل أو أعم وهو مع كونه بيانا للواقع تنبيه على عظم نعمائه تعالى عليه حيث أنه رباه من هذه الحالة إلى حالة خضعت له بها قلوب الخلائق وأعناق الجبابرة.
(تنام عيناه ولا ينام قلبه) لكونه محلا للوحي ومشغولا بالرب ومحفوظا عن الحدث. وظاهره أن هذه الحالة كانت له قبل البعثة وبعدها وأمكن تخصيصها بما بعدها، وهذا مذكور في كتاب الحجة أيضا وشرحناه هناك على وجه يندفع التنافي بينه وبين ما رواه المصنف في كتاب الصلاة في باب من نام عنها من أنه (صلى الله عليه وآله) نام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس.
(له الشفاعة) لأمته وللأمم السابقة (وعلى أمته تقوم الساعة) إذ لا نبي بعده (ويدي فوق أيديهم) عند بيعتهم وعهدهم معه، وهذا من باب التخييل
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557