شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٢٦
فيهم نبي، والجواب أن تفضيل المجموع على المجموع لا يوجب تفضيل الأجزاء على الأجزاء وقد ذكرناه مفصلا في شرح الأصول.
(يا عيسى ادعني دعاء الغريق الحزين الذي ليس له مغيث) غيري. من شرائط الدعاء أن يقطع الداعي رجاءه عن غيره تعالى ولا يرى لنفسه ملجأ ومغيثا إلا إياه فإن الدعاء على هذا الوجه مقرون بالإجابة قطعا.
(يا عيسى لا تحلف بي كاذبا فيهتز عرشي عضبا) يمكن أن يراد به العرش الجسماني المحيط بجميع الأجسام والعرش المطاف للملائكة المقربين، وأن يراد به قدرته الشاملة لكل الموجودات وإن لم يشتهر إطلاقه عليها، والعارفون لا يحلفون به صادقا تعظيما له فكيف كاذبا، وقد مر أمثال هذه النصايح للأمة.
(الدنيا قصيرة العمر) المراد بالدنيا إما تمامها وعمرها قصير لانقطاعها أو عمر كل شخص وقصره ظاهر فلا ينبغي أن يركن إليها العاقل.
(طويلة الأمل) نسبة طول الأمل إلى الدنيا مجاز كنسبة الفعل إلى الزمان، والأمل هو الطمع والرجاء، وقد يفرق بينه وبين الطمع بأن الأمل كثر استعماله فيما يستبعد حصوله، والطمع فيما يقرب، فمن عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: أملت الوصول إليه، ولا يقول: طمعت، إلا إذا قرب منه، وبينه وبين الرجاء بأن الراجي قد يخاف أن لا يحصل مطلوبه فإن قوي الخوف يستعمل الأمل كما صرح به في المصباح، وقد يفصل ما يدخل في القلب بأن ما في القلب مما ينال من الخير أمل ومن الخوف إيجاس ومما لا يكون لصاحبه ولا عليه خطر، ومن الشر وما لا خير فيه وسواس، ولعل الغرض منه هو التعجب لمن أطال أمله في زمان قصير وليس ذلك إلا لجهله حيث شغل قلبه بما لا حاجة له فيه ومع ذلك توقع حصوله في زمان قاصر، عنه أو الحث على ترك الدنيا وطول الأمل وتجهيل فاعلهما بالجمع بين الضدين.
(وعندي دار خير مما يجمعون) لكمال زينتها وبقائها وبقاء أهلها ونعيمها أبدا، وفيه ترغيب في طلبها كما في السابق تنفير عن الدنيا.
(يا عيسى كيف إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق وأنتم تشهدون بسراير قد كتمتوها وأعمال كنتم بها عاملين) ترغيب في الطاعة وتحذير عن المعصية بذكر الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وذكر صعوبة الأحوال والتخلص منها عند مشاهدتها وذلك لأن الإنسان إذا علم أنه يكتب عليه جليات أموره وخفياتها وأنه يؤخذ بها ويحاسب عليها وقتا ما حصلت له ملكة البواعث على الطاعات والزواجر عن المنهيات، ولذلك كرر ذكر الحفظة وكتبها أعمال العباد في القرآن الكريم.
(يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم) دنس ثوبه وعرضه تدنيسا إذا فعل به ما يشينه، وليس الظلم والذم باعتبار غسل الوجوه فإنه مطلوب بل باعتبار تدنيس القلوب بالعقائد الكاسدة والآمال الفاسدة والمخاطرات القبيحة والأخلاق الذميمة وقد وجب
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557