المفروضات وهكذا يفعل بها في حال جميع الاكتسابات حتى تصير منقادة مطمئنة تصلح أن تخاطب بيا (أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) ويتخلص من حساب يوم القيامة (فإن للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا «في يوم كان مقداره خمسين] هكذا [ألف سنة مما تعدون) يفهم منه أن مدة المواقف يوم وأن مقدار ذلك اليوم خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهذا ينافي ظاهر قوله تعالى (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) وظاهر قوله فيما سبق «واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون».
ورفع هذه المنافاة بعض المحققين بأن يوم الآخرة وسنيها أمر موهوم وبينه بأن يوم الآخرة لا يمكن حمله على حقيقته إذ اليوم المعهود عبارة عن زمان طلوع الشمس إلى مغيبها وبعد خراب العالم على ما نطقت به الشريعة لا يبقى ذلك الزمان فتعين حمل اليوم على مجازه وهو الزمان المقدر بحسب الوهم القايس لأحوال الآخرة إلى أحوال الدنيا وأيامها إقامة لما بالقوة مقام ما بالفعل وكذلك السنة وحينئذ قوله تعالى (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) وفي موضع (كان مقداره ألف سنة) إشارة إلى تلك الأزمنة الموهومة لشدة أهوال أحوال الآخرة وضعفها وطولها وقصرها وسرعة حساب بعضهم وخفة ظهره وثقل أوزار قوم آخرين وطول حسابهم، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) قال هو يوم القيامة جعل الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة وأراد أن أهل الموقف لشدة أهوالهم يستطيلون بقاءهم فيها وشدتها عليهم حتى تكون في قوة ذلك المقدار، وعن أبي سعيد الخدري قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما طول هذا اليوم؟ قال «والذي نفسي بيده إنه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة تصليها في الدنيا» وهذا يدل على أنها يوم موهوم وإلا لما تفاوت في الطول والقصر إلى هذه الغاية.
* الأصل:
109 - وبهذا الإسناد، عن حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا أزال عن جبل يوم السبت لرده الله عز وجل إلى موضعه من تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود (عليه السلام).
* الشرح:
قوله (قال من كان مسافرا فليسافر في يوم السبت) أي من أراد السفر وقد يراد من الفعل الاختياري مباديه كما في قوله تعالى «فإذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم» أي إذا أردتم القيام إليها ويوم الثلاثاء بالمد والضم.