شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٢٥
حصولها إما لعدم سماع الدعوة أو لعدم الاستجابة بعده وكلاهما منتف عنه تعالى.
(يا عيسى خفني وخوف بي عبادي) الخوف من عقابه والحرمان من إكرامه وثوابه يقتضي فعل المأمورات وترك المنهيات لأن من خاف شيئا هرب منه.
(لعل المذنبين أن يمسكوا عما هم عاملون به فلا يهلكوا إلا وهم يعلمون) العاملون العارفون يمسكون عن المعصية نظرا إلى كماله وتعظيما لجلاله ولو لم تكن نار ولا جنة، وأما الجاهلون المذنبون فهم بمنزلة الأطفال ينبغي تطميعهم بالثواب وتخويفهم من العقاب ليرغبوا في الطاعة وينزجروا عن المعصية فإن هلكوا بعد ذلك هلكوا عن علم وبينة ولم تكن لهم معذرة.
(يا عيسى ارهبني رهبتك من السبع) رهب رهبا من باب علم: خاف والاسم الرهبة فهو راهب من الله والله مرهوب والأصل مرهوب عقابه.
(والموت الذي أنت لاقيه) أهل الدنيا يرهبون من نفس الموت حبا للبقاء الزائل وأهل الحق يرهبون منه خوفا من الهلاك الأبدي.
(فكل هذا أنا خلقته فإياي فارهبون) لأن الخالق أولى بالرهبة منه من المخلوق لأن إضرار المخلوق بإقداره فينبغي الرهبة منه لا من غيره.
(يا عيسى إن الملك لي وبيدي وأنا الملك فإن تطعني أدخلتك جنتي في جوار الصالحين) أشار إلى أن كل ما سواه ملك له وأنه بقدرته التي لا يتأبى منها شيء وأنه الملك في الدنيا والآخرة لا غيره إذ كل ملك في الدنيا فهو ملك بالاعتبار ولا حقيقة له وبالإضافة إلى بعض من هو تحت حكمه في الجملة ليبين أنه يجب طاعته والفزع إليه وحده وأنه يدخل المطيع جنته في جوار الصالحين من الأنبياء والرسل والأوصياء بلا مانع ولا مدافع إذ لا شريك له يمنعه من ذلك، وفيه ترغيب في الالتجاء إليه والطاعة والمراقبة له في جميع الأحوال.
(يا عيسى إني إن غضبت عليك لم ينفعك رضاء من رضى عنك وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين) بفتح الضاد على صيغة المفعول من أغضبه فهو مغضب وذلك مغضب، وفيه تنبيه على وجوب ترك ما يوجب رضاء المخلوق إذا كان موجبا لغضب الخالق ووجوب طلب ما يوجب رضاء الخالق وإن كان موجبا لغضب المخلوق لأن المخلوق وجوده وعدمه سواء فكيف غضبه ورضاه وضره ونفعه.
(يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي) أراد به الذكر القلبي وهو عدم الغفلة عنه، وذكره تعالى في نفسه عبارة عن الإكرام وإفاضة الخيرات.
(واذكرني في ملأك أذكرك في ملأ خير من ملأ الآدميين) الملأ كجبل: الأشراف والجماعة والقوم، والمراد بهم ملأ الآدميين، وبالملأ الثاني ملأ الملائكة المقربين، ومثل هذا موجود في كتب العامة أيضا، استدل به بعضهم على أن الملائكة أفضل من الأنبياء إذ عد ملأ الملائكة خيرا من ملأ الآدميين ولو كان
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557