شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١١٤
تعالى لهذا زيادة تحقيق بعد هذا الحديث في حديث محاسبة النفس.
(فيه أجزي بالحسنة أضعافها) ضعف الشيء: مثله وضعفاه مثلاه، وأضعافه: أمثاله وليس للزيادة قدر معين يضاعف لمن يشاء على ما يشاء أضعافا مضاعفة كما نطق به بعض الروايات، وفيه حث على العبادة لأن الفاعل إذا علم أنه يعطى بعمله زائدا عما يستحقه يجتهد فيه.
(وإن السيئة توبق صاحبها) أي تهلكه في الدنيا والآخرة وتورثه عقوبة شديدة، وفيه حث على تركها لأن العاقل إذا علم أن الشيء يضره أو يهلكه يجتنبه ويفر منه (فامهد لنفسك في مهلة من عمرك) مهده كمنعه: كسب وعمل.
(ونافس في العمل الصالح) وهو الخالص من المفسدات والمنقصات والمنافسة في العمل الرغبة والاجتهاد فيه على وجه الغلبة كما مر (فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النار) أي منقذون منها لاشتغالهم بما يوصلهم إلى رحمة الرب ومقام القرب وهذا في المعنى أمر بحفظ المجلس عما لا يجوز شرعا والاشتغال فيه بما ينفع في الآخرة.
(يا عيسى ازهد في الفاني المنقطع) وهو الدنيا ومتاعها، وعبر عنها به تصريحا بفنائها وانقطاعها وتنبيها على أن العاقل لا ينبغي أن يعلق قلبه بالفاني المنقطع بل ينبغي أن يزهد فيه بحذف كل شاغل عن التوجه إلى الله سبحانه وتنحية كل ما سواه عن سنن الإيثار فإن ذلك أقوى أسباب السلوك إلى العزيز الغفار وأعظم نهج للصعود إلى درجات الأبرار والدخول في مقامات السابقين الذين هم أولياء الله تعالى والواصلون إلى ساحة قربه.
(وطأ رسوم منازل من كان قبلك) الرسوم جمع الرسم وهو الأثر (وادعهم وناجهم) المناجي المخاطب للإنسان المحدث له.
(هل تحس منهم من أحد) الاستفهام للإنكار (وخذ موعظتك منهم واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين) أحوال السابقين واعظة بلسان الحال لمن نظر إليها وهي عبرة لأولي الأبصار ومحل العظة والاعتبار ما كانوا فيه من نعيم الدنيا ولذاتها والمباهاة من كثرة قنياتها ثم مفارقتهم لذلك كله بالموت وبقاء منازلهم خربة أو مسكونة لغيرهم وصيرورة نفوسهم ساكنة وألسنتهم صامتة بحيث لا يسمع الداعي لهم جوابا ولا المناجي لهم خطابا وبقاء الحسرة والندامة للمستكبرين منها حجبا حائلة بينهم وبين الوصول إلى حضرة جلال الله، فإن من تفكر في هذا وعلم أنه سيلحقهم في اللاحقين ويمضى عقب الماضين وتصير حاله كحالهم ومآله كمآلهم حصلت له ملكة الزهد في الدنيا وبواعث الرجوع إلى الآخرة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
(يا عيسى قل لمن تمرد علي بالعصيان وعمل بالإدهان) الإدهان مصدر من باب الافعال وهو كالمداهنة إظهار خلاف ما يضمر وبعبارة أخرى إخفاء الحق أو المساهلة فيه أو ترك النصيحة وفي كنز اللغة: «ادهان چيزيرا پنهان كردن وسستى كردن در كارى ونرمى نمودن ودر ساختن با كسى در كارها»
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557