مستند إلى العقول (1) ومن زعم أن صفاته الذاتية على ذاته إذ هو حينئذ مستعين في الخلق والإيجاد بصفاته المغايرة له.
(وكل شيء من صنعي) هذا تأكيد لما قبله لأن إضافة الصنع إليه عز وجل يقتضي التفرد به.
(وكل إلي راجعون) بالحاجة في الوجود والبقاء أو بالزوال والفناء (ولله ميراث السماوات والأرض) وفيه وعد بالثواب ووعيد بالعقاب ودلالة على التسخير، وقال الفاضل المذكور:
المقصود أن كل شيء من صنعي بلا واسطة أو بواسطة كأفعال العباد وهذا معنى قوله (كل إلينا راجعون) وفيه أنه يصدق على مذهب صدور الواحد عنه فقط، وهو باطل عندنا، فالأصوب حمله على الصدور بلا واسطة واستثناء أفعال العباد بدليل خارج.
(يا عيسى أنت المسيح بأمري) سمي مسيحا لأنه كان ذو بركة خلقة خلقه الله تعالى مباركا، أو لأنه سائح في الأرض للعبادة وهداية الناس، أو لأنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برئ، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، أو لأنه كان صديقا.
(وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني) قيل معناه أنت تقدر لهم من الطين مثل هيئة الطير فتنفخ فيه (فيكون طيرا) أي حيا طيارا (بإذني) ولما كان الإحياء من أخص صفاته تعالى ذكر الإذن دفعا لتوهم الألوهية له، والظاهر أنه كان تعالى يخلق الحياة في ذلك الجسم عند نفخ عيسى (عليه السلام) إظهارا لمعجزته لأن الإحياء والإماتة من صفاته تعالى كما نطق به القرآن، وقيل: إنه أودع في نفس عيسى (عليه السلام) خاصية بحيث أنه متى نفخ في شيء كان نفخه موجبا لصيرورة ذلك الشيء حيا.
(وأنت تحيى الموتى بكلامي) لعل المراد بالكلام