شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٠٨
الإعراب ويجوز أن يكون الأول والثاني مصدر التفعل المضاف إلى فاعله لكنه بعيد لخلوه عن ضمير الاسم وعدم حمله عليه إلا بتأويل، وفي إضافة العيون إلى الأبرار مبالغة في طلب اليقظة منه عليه السلام كما لا يخفى، والظاهر أن «حذرا» مفعول له للخبر الأخير أو للكل على احتمال وأن المراد بالزلازل زلازل الساعة وهي شديدة عظيمة كما قال تعالى: (إن زلزلة الساعة شيء عظيم).
(يا عيسى اكحل عينك بميل الحزن) من أهوال القيامة وشدائد مقاماتها أو من خوف سوء الخاتمة وانعكاس الأحوال أو من ألم الفراق (إذا ضحك البطالون) الغافلون عن جميع ذلك والكحل معروف وفعله من باب منع ونصر وتشبيه الحزن به وهو تشبيه معقول بمحسوس لقصد الإيضاح مكنية وذكر الميل تخييلية، والمراد بالعين عين القلب لأنه مورد الحزن وبميل الحزن أسبابه الموجبة لحصوله فيه وفي بعض النسخ «بملمول الحزن» وهو الميل.
(يا عيسى كن خاشعا صابرا فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون) أمره أولا بالخشوع والتذلل في الظاهر والباطن، وثانيا بالصبر على مشاق الطاعات وترك المنهيات وعند نزول المصايب وتوارد البليات ثم رغب فيه بذكر غايته وهي نيل أجر لا يعلم قدره ألا وهو يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
(يا عيسى رح من الدنيا) إلى الآخرة (يوما فيوما) كما يروح المسافر من المنزل إلى المقصد كذلك وكل يوم ينقضي ينقطع من عمرك وتقرب إلى الآخرة وهذا.
بيان للواقع وحث على حسن الاستعداد وأخذ الزاد لها (وذق لما قد ذهب طعمه) ذاقه ذوقا اختبر طعمه، واللام ليست في بعض النسخ أمره بذوق طعم ما ذهب من عمره وما عمل فيه من خير وشر فإنه يجد طعم الأول حلوا وطعم الثاني مرا أو يحتمل أن يكون من باب التهكم تنبيها على عدم بقاء لذة ما ذهب من المعصية وطعمه والله أعلم.
(فحقا أقول ما أنت إلا بساعتك) التي أنت فيها (ويومك) الذي تتقلب فيه لأن الماضي من الساعات والأيام ليس من عمرك ولا يمكن عوده إليك والآتي غير معلوم الوقوع فليس عمرك إلا ما أنت فيه فاغتنمه في تحصيل الخيرات.
والظاهر أن الفاء للسببية (فرح من الدنيا ببلغة) هي بالضم: ما يتبلغ من العيش ويكفي في بقاء الحياة.
(وليكفيك الخشن الجشب) أي الخشن من اللباس والجشب من الطعام وهو الغليظ أو ما لا أدام معه، أمره بالزهد في الدنيا ورفض الزيادة عن قدر الضرورة منها (فقد رأيت إلى ما تصير) من السعادة والقرب ونعيم الجنة أو من وداع الدنيا وأمر الآخرة وأهوالها، والظاهر أن المراد بالرؤية العقلية وهي العلم وأن الفاء للسببية.
(ومكتوب ما أخذت) في الدنيا من رزق أو عمل أو عمر (وكيف أتلفت) في وجوه الخير أو الشر فينبغي رعاية المكسب والمصرف وحفظهما عن الفساد.
(يا عيسى إنك مسؤول) عما عملت من عمل فيما بيني وبينك، وفيما بينك وبين الخلق
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557