يموت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يموت موسى؟؟ قد والله مضى كما مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه (صلى الله عليه وآله) هلم جرا فيعطي هؤلاء، لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار، بعد أن أشفى على طلاق نسائه وعتق مماليكه ولكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته.
* الشرح:
قوله (إن رجلا عنى أخاك إبراهيم فذكر له) فاعل «ذكر» راجع إلى الرجل وضمير «له» إلى إبراهيم، وعنى بمعنى قصد وأراد، وفي بعض النسخ «غر أخاك» قيل: ذلك الرجل أخوهما عباس.
قوله (وإنك تعلم من ذلك ما لا يعلم) أي ذكر أيضا له أنك تعلم مالا يعلم من مكانه وموضع غيبته ولفظه «لا» غير موجودة في بعض النسخ ومعناه واضح.
قوله (هلم جرا) في النهاية: هلم معناه: تعال وفيه لغتان وأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجمع والاثنين والمذكر والمؤنث بلفظ واحد مبني على الفتح، وبنو تميم تثني وتجمع وتؤنث فتقول: هلم وهلمي وهلما وهلموا، وفي الصحاح: هلم يا رجل بفتح الميم بمعنى تعال، قال الخليل: أصله لم، من قولهم لم الله شعثه أي جمعه كأنه أراد لم نفسك الينا أي أقرب وها للتنبيه وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا اسما واحدا يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز قال الله تعالى (والقائلين لإخوانهم هلم الينا) وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما وللجمع هلموا وللمرأة هلمي وللنساء هلمن والأول أفصح.
قوله (يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم) كسلمان وغيره وفيه مدح عظيم للعجم وتفضيل لهم على العرب وسبب المن والإعطاء والصرف والمنع هو استعمال الاستعداد الفطري وقبوله وإبطاله والإعراض عنه فلا يلزم الجبر.
قوله (لقد قضيت عنه) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: أي قضيت عن الذي غر إبراهيم وكأنه عباس أخوهما ألف دينار بعد أن أشرف وعزم على طلاق نسائه وعتق مماليكه وعلى أن يشرد من الغرماء وكان قصده من الطلاق والعتق أن لا يأخذ الغرماء مماليكه ويختموا بيوت نسائه، وقيل:
عزمه على ذلك لفقره وعجزه عن النفقة.
قوله (ولكن سمعت ما لقي يوسف من اخوته) يعني أنهم يقولون ذلك افتراء وينكرون حقي حسدا وعنادا.
* الأصل:
3 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إنهم رووا