قوله (بلا مرفقة ولا بردعة) المرفقة كالوسادة وأصله من المرفق كأنه استعمل مرفقه واتكى عليه، والبردعة بالفتح الحلس وهو الكساء الرقيق الذي يلقى تحت الرحل ويلي ظهر البعير تحت القتب، ولعل المراد أنه لم يكن تحته شيء من هذين.
قوله (يا سبحان الله) أي يا قوم سبحان الله، والنداء للتعجب.
قوله (ويسألني المولى من أنت) لعل الغرض من سؤاله مع علمه بحاله أن يقول: أنا الكلبي النسابة فيلزمه فيما يدعيه من العلم بالأنساب ويظهر جهله فيه حتى يظهر عنده فضله (عليه السلام) في فنه وهو ادعى إلى معرفة حقه.
قوله (فضرب بيده على جبهته) لعل وجهه هو التأسف بحاله حيث ادعى علما بالأنساب وهو ليس بعالم بها في الحقيقة لأن الأنساب لا يعلمها إلا الله وخواص خلقه ولذلك قال كذب العادلون بالله، والمراد بهم هنا من ادعى علما مختصا بالله تعالى وبمن أوحاه إليه، وفيه تنبيه على أن أمثال هذا العلم ينبغي أخذه من أهله لا من أفواه الرجال وكتب السير فإن من أخذ منها فهو ضال إذ قد يلحق برجل من لا يلحق به.
قوله (افتنسبها أنت) أي فتعرف نسب عاد وثمود وأصحاب الرس وقرون بين ذلك؟ قيل:
أصحاب الرس هم الذين يبتدعون الكذب ويوقعونه في أفواه الرجال، وقيل: هم من رس بين القوم وأفسد، وقيل: هم قوم رسوا نبيهم أي رسوه في البئر حتى مات.
قوله (فقال لي قف أتدري ليس حيث تذهب) لما ارتفع نسبه إلى أب ونسبه إلى أبيه بحسب الظاهر وهو ليس بأبيه بحسب الواقع بل أبوه فلان الكردي أشار (عليه السلام) إلى قطع نسبه هناك والقدح به في النسب مع العلم بانقطاعه ليس بحرام بل قد يكون واجبا، وقد ذكر مثله في كتب العامة عن النبي (عليه السلام) قال مسلم: سأله حذاقة - وكان يطعن في نسبه - فقال من أبي؟ قال أبوك حذاقة. وقال آخر: من أبي؟ قال: أبوك فلان الراعي فنسبه إلى غيره فنزل قوله تعالى (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
قوله (ويحك) ويح كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح والتعجب وهي منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف ويقال: ويح ويحا له وويح له.
قوله (أتدري من فلان بن فلان) فلان بن فلان في المواضع الثلاثة كناية عن اسم الزاني واسم أبيه والراعي الكردي صفة لفلان الأول أو بدل عنه.
قوله (فنزل إلى فلانة امرأة فلان) وهو الذي انقطع عنه سلسلة آباء الكلبي شرعا.